الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما الفصل الثاني في العصبية : فهي شدة الممايلة لقوم على قوم ، وهو على ضربين :

                                                                                                                                            أحدهما : أن تكون عصبيته لهم عامة في كل حق وباطل ، وعلى كل محق ومبطل ، فهذا فسق ترد به الشهادة .

                                                                                                                                            وقال الله تعالى : المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف [ التوبة : 67 ] .

                                                                                                                                            والضرب الثاني : أن تكون عصبيته لهم مقصورة على أخذ الحق لهم ، ودفع الظلم عنهم ، فيكون بها على عدالته ، وقبول شهادته ، لقول الله تعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [ المائدة : 2 ] .

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل : " أعن أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال الرجل : يا رسول الله : أعينه مظلوما فكيف أعينه ظالما ، فقال : " ترده عن ظلمه " .

                                                                                                                                            ثم تعتبر هذه العصبية ، فإن كانت لمحبة القوم فهي مباحة وإن كانت لنصرة الحق فهي مستحبة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية