الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 172 ] شهادة مبتدع الرأي

                                                                                                                                            فصل : والضرب الثالث : أن يبتدع رأيا ولا يعتقد به تكفير مخالفه ، فهو على ضربين :

                                                                                                                                            أحدهما : أن يرتكب فيه الهوى ولا يتمسك فيه بتأويل : فهو ضال يحكم بفسقه ورد شهادته ، قال الله تعالى : وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى [ النازعات : 40 ، 41 ] . وسنة عمر - رضي الله عنه - في صبيغ ، وكان من أهل المدينة يطوف بها ، ويسأل عن الشبهات ، ويميل إلى المخالفة ، فأمر به وضرب بالجريد ، وشهر بالمدينة ، ونفي عنها .

                                                                                                                                            وقال الشافعي - رحمه الله - في بعض أهل الأهواء : سنتي فيه سنة عمر في صبيغ ، ولأن من ارتكب الهوى ولم يتبع الدليل ، فقد ضل وأضل ، إذ لا يفرق بين حق وباطل ، ولا بين صحيح وفاسد ، ولأن الهوى أسرع إلى الباطل من الحق ، لخفة الباطل وثقل الحق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية