الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإن كان الحالف وثنيا لم يحلف بما يعظمه من الأوثان ، والأصنام ، وحلفه بالله ، ولم يقل : الذي خلق الأوثان والأصنام ، لأن الله تعالى خلق أجسامها كما خلق أجسام غيرها ، وهم اختلفوا ما أحدثوه من المعاصي بعبادتها ، ولكن يحلفه بالله الذي خلقني ، ورزقني ، وأحياني .

                                                                                                                                            فأما تغليظها بالمكان ، فساقط في حقوقهم ، لأنهم يعظمون بيوت أصنامهم ، وهي مخالفة لكنائس اليهود والنصارى ، لأن دخول المسلمين بيوت أصنامهم معصية ، ودخولهم كنائس اليهود والنصارى غير معصية ، لأن بيوت الأصنام لم توضع في الابتداء والانتهاء إلا لأجل معصية ، وقد كانت الكنائس والبيع موضوعة في الابتداء على طاعة نسخت ، فصارت معصية ، وكذلك تغليظ الزمان يسقط عنهم إلا أن يكون في الأيام عندهم يوم يرونه أشرف الأيام ، فإن بعد ذلك اليوم ، وتأخر لم تؤخر اليمين إليه ، لاستحقاق تقدمها ، وإن قرب وتعجل احتمل أن تغلظ أيمانهم فيه ، كما تغلظ بأوقات العبادات ، واحتمل أن لا يغلظ فيه ، لأن عبادات اليهود والنصارى قد كانت طاعة ، وإن صارت بعد النسخ معصية ، ويوم هؤلاء لم يختص بعبادة تكون طاعة ، فساوى غيره من الأيام .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية