ش : قال في المدونة ، وإذا لم ينقض الكراء ولكن الإمام يمنعه ويكف أذاه عن الجيران ، وعن رب الدار ، وإن رأى إخراجه أخرجه ، وأكراها عليه قال ظهر من مكتري الدار دعارة وخلاعة وفسق وشرب خمر أبو الحسن قال ابن يونس من فله ردها ; لأن ذلك عيب ولهذا قال اكترى دارا ، وله جيران سوء فيمن اشترى دارا ولها جيران سوء : إنه عيب ترد به قال الشاعر : مالك
يقولون لي بعت الديار رخيصة ولا أنت مديون ولا أنت مفلس فقلت لهم كفوا الملامة واقصروا
بجيرانها تغلو الديار وترخص
وقال ابن عرفة وروى ابن حبيب في فاسق ذي دار بين الناس يعاقبه السلطان ويمنعه ، فإن لم ينته بيعت عليه اللخمي وأرى أن يبدأ بعقوبته ، فإن لم ينته أكريت عليه ، فإن لم ينته عن إذايته لإتيانه إليها بيعت عليه وسمع أبو زيد ابن القاسم آخر مسألة من كتاب السلطان قال في فاسق يأوي إليه أهل الفسق يخرج من منزله وتخارج عليه الدار والبيوت ، ولا تباع عليه لعله يتوب مالك ابن القاسم يتقدم إليه مرة ، أو مرتين ، أو ثلاثا ، فإن لم ينته أخرج وأكري عليه ابن رشد رواية ابن حبيب يباع عليه خلاف هذا السماع وقوله فيها أصح لما ذكره من رجاء توبته ، ولو لم تكن الدار له إلا بكراء أكريت عليه ، ولم ينفسخ كراؤه ابن عرفة ; لأن فسخ الكراء مضرة على رب الدار ويحتمل حمل رواية ابن حبيب على من لا ترتفع مضرة فسقه إلا برفع ملكه وحمل رواية ابن القاسم على من ترتفع مضرته بمجرد كرائها عليه ابن رشد وروى يحيى بن يحيى أنه قال : أرى أن يحرق بيت الخمار قال [ ص: 436 ] وأخبرني بعض أصحابنا أن كان يستحب حرق بيت المسلم الذي يبيع الخمر قيل له فالنصراني يبيعها بين المسلمين ؟ قال : إن تقدم إليه ، فإن لم ينته أحرقت بيته قال وحدثني مالكا أن الليث أحرق بيت عمر بن الخطاب رويشد الثقفي ; لأنه كان يبيع الخمر ، وقال : أنت فويسق لا رويشد انتهى .
والله أعلم .