الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                ومنها : لو حلف لا يأكل من هذه الشاة حنث بلحمها ; لأنه [ ص: 235 ] الحقيقة دون لبنها ونتاجها . 119 -

                بخلاف ما إذا حلف لا يأكل من هذه النخلة حنث بثمرها وطلعها 120 - لا بما اتصل به صنعة حادثة كالدبس فإن لم يكن لها ثمر حنث بما أكله مما اشتراه بثمنها

                [ ص: 235 ]

                التالي السابق


                [ ص: 235 ] قوله : بخلاف ما إذا حلف لا يأكل من هذه النخلة إلخ . إنما حنث بأكل ثمرها ، وطلعها لتعذر الحقيقة ، فيصير إلى المجاز بالإجماع .

                والحقيقة المتعذرة هي ما لا يصار إليه إلا بمشقة ، أو ما هجر ، وهي ما يمكن الوصول إليه إلا أن الناس هجروه وتركوه ، مثال المتعذرة : لو حلف لا يأكل هذه النخلة والمجاز أن يأكل ثمرها ، وإن لم يكن لها ثمرة فقيمتها ، ولو تكلف وأكل من عينها لا يحنث في الصحيح ، ومثال المهجور : لو حلف لا يضع قدمه في دار فلان فإن حقيقته ، وهو وضع القدم حافيا ولكن الناس هجروه للمجاز فيه الدخول ; واعلم أنه إذا كانت الحقيقة مستعملة ، والمجاز متعارفا فالحقيقة ، أولى عند الإمام ، وأما عندهما المجاز المتعارف ، أولى بدلالة العرف وتمام الكلام على هذا يطلب من كتب الأصول . ( 120 )

                قوله : لا بما اتصل به صنعة حادثة ، المراد بالثمر الذي اتصل به صنعة حادثة فصار حقيقة أخرى ، فيكون قوله : كالدبس بيان للحقيقة الأخرى الحاصلة باتصال الصنعة الحادثة بالثمر فيصير المعنى أنه لا يحنث بسبب اتصال صنعة حادثة بالثمر




                الخدمات العلمية