الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                [ ص: 186 ] اليمين على نية الحالف إن كان مظلوما ، وعلى نية المستحلف إن كان ظالما كما في الخلاصة قاعدة فيها أيضا

                التالي السابق


                ( 419 ) قوله : اليمين على نية الحالف إن كان مظلوما إلخ ، قيل عليه : هذا قول الخصاف المذكور قريبا ، وقد ذكر أن ظاهر المذهب خلافه ، وذكر هذا على الإطلاق يوهم أنه لا خلاف فيه ( انتهى ) . أقول : إنما أطلق اتكالا على قرب العهد فما أطلقه هنا مقيد بما قبله وعبارات المصنفين يحمل فيها المطلق على المقيد ، وإن بعد العهد فما بالك ، والعهد قريب وما بالعهد من قدم فينسى ، بقي أن ما ذكره المصنف من أن اليمين على نية الحالف إلخ في غير الطلاق ، والعتاق ، وأما فيهما فالمعتبر نية الحالف ظالما ، أو مظلوما كما في الخانية ، والمحيط والذخيرة .

                وعبارة الذخيرة : وهذا الذي ذكرنا في اليمين بالله تعالى وما إن استحلف بالطلاق ، والعتاق ، وهو ظالم ، أو مظلوم فنوى خلاف الظاهر بأن نوى الطلاق عن الوثاق ، أو العتاق عن عمل كذا ، أو نوى الإخبار فيه كاذبا ، فإنه يصدق فيما بينه وبين الله تعالى ; لأنه نوى ما يحتمله لفظه والله سبحانه وتعالى مطلع عليه إلا أنه إذا كان مظلوما لا يأثم إثم الغموس ، وإن كان ظالما يأثم إثم الغموس ( انتهى )




                الخدمات العلمية