الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - لأنها لو كانت محظورة وفرضنا ضدين - لكلف بالمحال .

            التالي السابق


            ش - اعلم أن غرض الأصحاب عن التنزل إبطال قول المعتزلة في الأفعال الاختيارية التي لا يقضي العقل فيها بحسن ولا قبح ، على تقدير ثبوت قاعدة الحسن والقبح ، لا إبطال قولهم في الأفعال الاضطرارية ، والأفعال التي يقضي العقل فيها بحسن وقبح ; فإنهم اكتفوا في إبطال قولهم في هذين المقامين على ما قيل في إبطال قاعدة الحسن والقبح . فلذلك لم يتعرض المصنف إلا لإبطال المذاهب الثلاثة في الأفعال التي لم يقض العقل فيها بحسن ولا قبح . فبدأ بإبطال مذهب القائلين بالحظر .

            وتقريره أن الأفعال التي لم يقض العقل فيها بحسن ولا قبح ، لو كانت محظورة ، أي محرمة قبل الشرع ، وفرضنا ضدين ، لزم التكليف بالمحال . والتالي باطل فالمقدم مثله . بيان الملازمة أن هذه الأفعال لو كانت محرمة ، لوجب ترك جميعها . فلو فرض في تلك الأفعال ضدان بحيث يمتنع ترك كل منهما كالحركة والسكون فإنه يمتنع ترك واحد منهما ، لزم التكليف بالمحال .




            الخدمات العلمية