قلت: هذا الدليل مبني على مقدمتين: على وكلتا المقدمتين ضرورية. والأولى هي مسألة حدوث صفات الأجسام، كما تقدم بيانه، وأن من أهل الكلام من يقول: إن المشهود هو حدوث الصفات لا حدوث الأعيان، وإن أكثر الناس على خلاف ذلك. تحول الإنسان من حال إلى حال، وأن ذلك لا بد له من صانع حوله من حال إلى حال،
وهذه هي طريقة القرآن، ولكن حدوث الصفات هي أقرب الطرق إلى طريقة القرآن، وأما الثانية فهي ضرورية، ولهذا لم يذكر أبو الحسن عليها دليلا، لكن كثيرا من أصحابه يقولون: إنها طريقة، موافقة منهم لمن قال ذلك من المعتزلة.