الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن خرج حيا ذكي ; إلا أن يبادر فيفوت .

التالي السابق


( وإن خرج ) الجنين الذي تم خلقه ونبت شعره من بطن أمه بعد ذكاتها حال كونه ( حيا ) تحقيقا أو شكا أو وهما ( ذكي ) بضم فكسر مثقلا أي : ذبح أو نحر الجنين ندبا في الثالث ووجوبا في الأولين ، وما لم يتم خلقه وينبت شعره لا يؤكل ولو خرج حيا وذكي ( إلا أن يبادر ) بفتح الدال أي الخارج حيا تام الحلق نابت الشعر ، وكسرها أي يسارع صاحبه إلى تذكيته ( فيفوت ) أي : يموت قبلها بلا تفريط ، فيؤكل بذكاة أمه . ابن رشد بعد الحديث وذلك إذا خرج ميتا أو به رمق من الحياة غير أنه يستحب أنه يذبح إن خرج يتحرك ، فإن سبقهم بنفسه قبل أن يذبح أكل ، وسواء مات في بطن أمه بموتها أو أبطأ موته بعد موتها ما لم يخرج وفيه روح ترجى حياته أو يشك فيها فلا يؤكل إلا بذكاة ، وإن كان الذي فيه من الحياة رمق يعلم أنه لا يعيش ، فإنه يؤكل بغير ذكاة وإن كان الاستحباب أن يذكى عند مالك رضي الله تعالى عنه ، وروي عن يحيى بن سعيد أنه قال : إنها تؤكل بغير ذكاة إن خرج ميتا ، وأما إن بقر عليه فأخرج يتحرك فلا يؤكل إلا بذكاة وهو اختيار عيسى بن دينار في المبسوطة . ا هـ . فتبين منه أربع صور ، وإلى الثلاثة الأخيرة أشار بقوله وإن خرج حيا ذكي أي : وجوبا في المرجو [ ص: 451 ] والمشكوك واستحبابا في الميئوس منه الذي يعلم أنه لا يعيش ، وقوله إلا أن يبادر خاص بالميئوس منه أي : إلا أن يبادر بالموت قبل أن يذكى فيفوت استحباب ذكاته ويؤكل بدونها ، وبهذا التقرير يوافق ما مر عنابن رشد أفاده البناني .




الخدمات العلمية