الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وذكاة الجنين بذكاة أمه [ ص: 450 ] إن تم بشعر .

التالي السابق


( وذكاة الجنين ) الذي وجده ميتا في بطن حيوان مباح بعد تذكيته حاصلة ( بذكاة أمه ) أي : الجنين فتؤكل ; لأنه مذكى لخبر { ذكاة الجنين ذكاة أمه } ، روي برفع ذكاة في الموضعين ; النووي وهي الرواية المشهورة المعروفة تت من حصر المبتدأ في الخبر النووي الأول خبر ، والثاني مبتدأ أي : ذكاة أم الجنين ذكاة له ; لأن الخبر ما تحصل الفائدة به وهي هنا لا تحصل إلا بذلك على حد : بنونا بنو أبنائنا .

ولأن المجهول هنا ذكاة الجنين وأما ذكاة أمه فمشاهدة ، والقاعدة أن الخبر هو المجهول ، وروي بنصب الثانية والتقدير أن يذكى ذكاة مثل ذكاة أمه ، ورجحت الأولى بإنكار الثانية ، وبأن فيها حذف الموصول والصلة وهما أن والفعل وهو ممتنع ، وبأن فيها إضمارا كثيرا وهو خلاف الأصل ، وعلى فرض ثبوتها فلا شاهد فيها لاحتمال أن نصها بنزع الخافض أي ذكاته في ذكاة أمه كما في قوله تعالى { واختار موسى قومه سبعين } ، وهو أولى لقلة الإضمار وجمعه بين الروايتين . وأشار المصنف لما هو الأولى بذكر الباء ، وعبر بذكاة ليشمل ما يذبح في بطن ما ينحر كشاة في بطن ناقة وعكسه كبعير في بطن شاة ، ولا يشمل مباحا في بطن محرم كشاة في بطن خنزيرة ولا عكسه كخنزير في بطن بقرة فلا يؤكل في الوجهين احتياطا [ ص: 450 ] وشرط كون ذكاة أم الجنين ذكاة له ( إن تم خلقه ) أي : الجنين الذي خلقه الله تعالى عليه ولو ناقص يد أو رجل مثلا قاله الباجي ( بشعر ) أي : مع نبات شعر جسده ولو بعضه لا شعر عينيه أو رأسه أو حاجبيه ، فإن لم ينبت شعره فلا يؤكل إلا لعارض ، ولا بد من علم استمرار حياته لوقت تذكية أمه وإلا فلا يؤكل ، ومن علامات استمرار حياته غالبا تمام خلقه ونبات شعره ، فإن علم موته بنحو ضرب قبل تذكيتها فلا يؤكل ولو تم خلقه ونبت شعره وإن شك في حياته وموته حين تذكيتها أكل ، وذكر الحط في المشيمة أي وعاء الولد أكلها وعدمه وتبعيتها للجنين . الصائغ أنثى الخصي تؤكل ، إذ لولا حياتها لنتنت ، وروى ابن حبيب استثقال أكل عشرة دون تحريم الأنثيين والعسيب والغدة والطحال والعروق والمرارة والكليتان والحشا والمثانة وأذني القلب .




الخدمات العلمية