الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وكعزة الله ) أراد بها صفته القديمة التي هي منعته وقوته ( وأمانته ) أي تكليفه من إيجاب وتحريم فهي ترجع لكلامه ( وعهده ) أي إلزامه وتكاليفه بمعنى ما قبله ( وعلي عهد الله ) فإنها يمين ( إلا أن يريد ) بعزة الله ، وما بعده المعنى ( المخلوق ) في العباد كما في قوله تعالى { سبحان ربك رب العزة } { إنا عرضنا الأمانة } { وعهدنا إلى إبراهيم } ، فلا تنعقد بها يمين .

التالي السابق


( قوله : كما في قوله تعالى إلخ ) الأولى كأن يريد بالعزة المنعة والقوة التي خلقها في السلاطين والجبابرة ، ويريد بأمانة الله أمانته التي خلقها في زيد المضادة للخيانة ، ويريد بالعهد ما عاهدهم عليه كتطهير البيت الذي عاهد عليه إبراهيم ، وإسماعيل ( قوله : { إنا عرضنا الأمانة } إلخ ) فيه أنهم فسروا [ ص: 128 ] الأمانة بالتكاليف الشرعية التي هي الإلزامات ، نحو الإيجاب والتحريم إلخ ، وهي ترجع لكلامه تعالى القديم الذي ينعقد به اليمين ، وكذا قوله : { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا } إلخ إذ معناه ألزمناهما بالتظهير وحينئذ ففي الاستدلال بذلك نظر ، وقد يقال : إن الاستدلال مبني على أن المراد بالأمانة الأعمال المكلف بها أو الشهوة كما هو أحد التفاسير ، وأن المراد بالعزة القوة والشدة التي خلقها في بعض خلقه أو أنها حية عظيمة محيطة بالعرش أو بجبل قاف ، وأن المراد بالعهد الأمور التي عاهدهم عليها ، وأمرهم بها كما قيل .




الخدمات العلمية