الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                16 - ومن فروع ذلك ما لو كان لزيد على عمرو ألف مثلا فبرهن عمرو على الأداء ، والإبراء فبرهن زيد على أن له عليه ألفا لم تقبل ، حتى يبرهن أنها حادثة بعد الأداء ، أو الإبراء ، شك في وجود النجس فالأصل بقاء الطهارة ; ولذا قال محمد رحمه الله : حوض تملأ منه الصغار ، والعبيد بالأيدي الدنسة ، والجرار الوسخة يجوز الوضوء منه ما لم يعلم به نجاسة ; ولذا أفتوا بطهارة طين الطرقات ، وفي الملتقط فأرة في الكوز لا يدري أنها كانت في الجرة [ ص: 200 ] لا يقضي بفساد الجرة بالشك ، وفي خزانة الأكمل رأى في ثوبه قذرا وقد صلى فيه ولا يدري متى أصابه يعيدها من آخر حدث أحدثه وفي المني آخر رقدة ( انتهى ) . 18 - يعني احتياطا وعملا بالظاهر .

                التالي السابق


                ( 16 ) قوله : ومن فروع ذلك ما لو كان لزيد على عمرو ألف إلخ ، في فتح القدير : علمنا لزيد على عمرو ألفا فأقام عمرو بينته بالأداء ، أو الإبراء فأقام زيد بينته أن عمرا أقر له بألف مطلقا ، لم يثبت بهذه البينة شيء ; لاحتمال أن الألف الذي أقر به هو الألف الذي علمنا وجوبه وقامت البينة بإبرائه فلا تشتغل ذمته بالاحتمال . [ ص: 200 ]

                قوله : لا يقضي بفساد الجرة ، مفهومه القضاء بفساد الكون . ( 18 )

                قوله : احتياطا .

                عملا بالظاهر من قبيل تداخل المفعول لأجله على حد قوله تعالى { { حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون } } قال في الكشاف : أن لا يجدوا : مفعول وناصبه المفعول له الذي هو حزنا قال الطيبي : على التداخل في المفعول ( انتهى ) . هو مما لم ينبه عليه أصحاب متون العربية وشروحها فليحفظ




                الخدمات العلمية