الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                قال الإمام الأعظم رحمه الله : [ ص: 77 ] إذا شهد واحد بالهلال فصاموا ثلاثين يوما لم يفطروا حتى يصوموا يوما آخر

                التالي السابق


                ( 31 ) قوله : إذا شهد واحد بالهلال إلخ . في الذخيرة : الواحد إذا شهد على هلال رمضان عند القاضي وقبل شهادته وأمر الناس بالصوم فلما أتموا ثلاثين يوما غم هلال شوال قال أبو حنيفة وأبو يوسف يصومون من الغد وإن كان يوم الحادي والثلاثين يعني لكونه خروجا من عبادة فيحتاط فيه . وقال محمد : يفطرون . وقال الحلواني : هذا الاختلاف فيما لم يروا هلال شوال والسماء مصحية ، فأما إذا كانت متغيمة فإنهم يفطرون بلا خلاف وأما إذا شهد على هلال رمضان شاهدان والسماء متغيمة وقبل القاضي شهادتهما وصاموا ثلاثين يوما فلم يروا الهلال إن كانت متغيمة يفطرون من الغد بالاتفاق ، وإن كانت مصحية فكذلك يفطرون . إليه أشار القدوري والمنتقى . وقيل في فوائد السغدي : إنهم لا يفطرون والأول أصح ( انتهى ) .

                وفي النهر سئل عنه محمد فقال : يثبت الفطر بحكم القاضي لا بقول الواحد . وفي البيانية : قول محمد أصح . قال الشارح : والأشبه أن يقال إن كانت السماء مصحية لا يفطرون لظهور الغلط ، وإن كانت متغيمة يفطرون لعدم ظهوره ، ولو ثبت برجلين أفطروا وعن الصفدي لا . قال في الفتح : ولو قيل إن قبلهما في الصحو ولا يفطرون وفي الغيم أفطروا لا يبعد




                الخدمات العلمية