الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                17 - إنما هو بمعرفة الحلال من الحرام ،

                التالي السابق


                ( 17 ) إنما هو بمعرفة الحلال من الحرام : أي بتمييز الحلال من الحرام والمعرفة العلم لكنها هنا متضمنة لمعنى التمييز لتعديها بمن .

                والحلال يفتح ويكسر ، ضد الحرام كالحل بالكسر والحرام كسحاب ضد الحلال وهو في الشريعة ما ثبت المنع عنه بدليل قطعي وأما المكروه تحريما ما ثبت المنع عنه بظني وهو إلى الحرام أقرب بمعنى أن فاعله يستحق محذورا دون العقوبة بالنار كحرمان الشفاعة .

                كذا في التلويح وأورد عليه أن المكروه تحريما ليس فوق الكبيرة ومرتكبها ليس محروما من الشفاعة وإن مات قبل التوبة عند أهل السنة .

                وقد قال صلى الله عليه وسلم { شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي } فكيف يصح ترتب استحقاق حرمان الشفاعة على فعله وأجيب بأن الشفاعة لا يلزم أن تكون للتخلص عن النار بل قد تكون لرفع الدرجات ولو سلم فالمراد بالحرمان حرمان مؤقت لا مؤبد بأن تتأخر الشفاعة لمرتكبه عن الشفاعة لمن لم يرتكبه ولو سلم فاستحقاق حرمان الشفاعة لا ينافي وقوعها كما لا ينافي استحقاق العقاب عفوه




                الخدمات العلمية