الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : فلو دفعت إلى رجل مالا قراضا ، فبعثت إليه قبل أن يشتري بالمال شيئا فقلت : لا تشتر بالمال شيئا ورده علي ، فتعدى فاشترى به سلعة فربح فيها ؟ قال : ما سمعت من مالك في هذا شيئا ، إلا أني أرى أن هذا ليس بفار من القراض ، وأراه ضامنا [ ص: 663 ] للمال والربح له . وإنما هذا بمنزلة رجل عنده وديعة ، فتعدى فاشترى بها سلعة فربح فيها . فالربح له وهو ضامن للوديعة ، وإنما يكون فارا من القراض إذا قال له : لا تشتر سلعة كذا وكذا ، فذهب فاشتراها . فهذا الذي فر من القراض إلى هذه السلعة التي نهاه عنها ليذهب بربح المال فجعل مالك الربح على قراضهما والوضيعة على العامل لتعديه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية