الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      تنبيه :

                                                      عدم العكس وعدم التأثير من باب واحد . وقد بان مما سبق أن عدم [ ص: 361 ] التأثير أعم من عدم العكس ، وهو الذي نقله إمام الحرمين عن الجدليين أنهم قسموا عدم التأثير إلى ما يقع في وصف العلة ، وإلى ما يقع في أصلها . وجعلوا الواقع في الأصل معللا بعلل ، فالعلة الواحدة لا يتضمن انتفاؤها انتفاء الحكم . وهذا منشؤه من تعدد العلة في الأصل ، وإن اتحدت العلة جر ذلك إلى الانعكاس ، وهو يوضح أن تقسيمه إلى الأصل والوصف لا حاصل له .

                                                      وقال الشيخ أبو إسحاق في كتاب " الحدود : " إن القاضي أبا الطيب يذهب إلى أن التأثير والعكس لا فرق بينهما . والصحيح أن العكس : عدم العلة لعدم الحكمة ، والتأثير : زوال الحكم لزوال العلة في موضع ما . قال : ومن أصحابنا من قال : يجب زوال الحكم لزوال العلة في موضع من أصل العلة ومنهم من قال : لا فرق بين أن يزول الحكم لزوال العلة في موضع من أصل العلة . أو من سائر الأصول وهذا هو الصحيح ، وإليه رجع القاضي . فعلى هذا : الفرق بين العكس والتأثير ظاهر ، لأن العكس هو زوال لزوال العلة في جميع المواضع ، أو في أي موضع كانت . والتأثير : زواله لزوال العلة في موضع . انتهى .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية