الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      المسلك السادس السبر والتقسيم ويسميه المنطقيون ( القياس الشرطي المنفصل ) فإن لم يكن تقسيما سموه بالمتصل . وهو لغة : الاختبار ، ومنه الميل الذي يختبر به الجرح [ ص: 283 ] الذي يقال له المسبار ، وسمي هذا به لأن المناظر في العلة يقسم الصفات ويختبر كل واحد منها في أنه هل يصلح للعلية أم لا

                                                      ؟ وقد أشير إليه في قوله تعالى : { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ، إذا لذهب كل إله بما خلق } وقوله تعالى { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } فإن هذا تقسيم حاصر ، لأنه ممتنع خلقهم من غير خالق خلقهم ، وكونه يخلقون أنفسهم أشد امتناعا ، فعلم أن لهم خالقا خلقهم ، وهو سبحانه ، ذكر الدليل بصيغة استفهام الإنكار ليبين أن هذه الصيغة المستدل بها بطريقة بديهية لا يمكن إنكارها . وفي قوله صلى الله عليه وسلم لعمر ، في ابن صياد . { إن يكن هو فلن تسلط عليه ، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله } .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية