الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 219 ] مسألة

                                                      قال صاحب اللباب من الحنفية : إذا كانت العلة ذات وصفين ووجدا على التعاقب ، أو شرط ذو وصفين ، قال بعض أصحابنا : الحكم منسوب إلى آخر الوصفين ، والمعتبر في الشرط آخرهما لاستوائهما في الأثر ، ويرجع الآخر باعتبار أنه يعقب الحكم . وبنوا على هذا مسائل ، منها : شراء القريب إعتاق ، لأن العتق حصل بالقرابة والملك ، والملك آخرهما وجودا ، فصار الشراء معتقا . وكذلك إذا وضع جماعة في سفينة شيئا فغرقت وجب الضمان على آخرهم وضعا ، وكذلك شرب المثلث حرام إلى حالة السكر ، ثم إذا أسكر القدح العاشر كان هو الحرام لا غيره ، وإن حصل السكر بشرب الجميع ، لكن هذا آخرها وجودا . وقال بعضهم : لا يضاف إلى آخرها بل إليهما جميعا ، لأنهما جميعا جزءا علة . قلت : والخلاف عندنا أيضا فيما لو طلق زوجته ثلاثا في دفعات هل يتعلق التحريم بالطلقة الثانية وحدها بمجموع الثلاث ؟ وجهان ، وفائدتهما فيما لو شهدوا بالثالثة ثم رجعوا هل يكون الغرم بجملته عليهم أو ثلثه فقط .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية