تم الكتاب ، بعون الملك الوهاب . [ وجدت في آخر المنقول منه ما صورته ] قال مؤلفه [ فسح الله في مدته ، ونفع المسلمين ببركته ] : نجز سابع عشر شوال من سنة سبع وسبعين وسبعمائة بالقاهرة ، جعله الله خالصا لوجهه الكريم ، مقرونا بالزلفى والقبول إلى جنات النعيم والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، ونسأله المزيد من فضله ، إنه الوهاب . وأنا أرغب إلى من وقف عليه أن لا ينسب فوائده [ ص: 385 ] إليه فإني أفنيت العمر في استخراجها من المخبآت ، واستنتاجها من الأمهات ، واطلعت في ذلك على ما يحسر على غيري مرامه ، وعز عليه اقتحامه ، وتحرزت في النقول من الأصول بالمشافهة لا بالواسطة ، ورأيت المتأخرين قد وقع لهم الغلط الكثير بسبب التقليد ، فإذا رأيت في كتابي هذا شيئا من النقول ، فاعتمده فإنه المحرر المقبول . وإذا تأملته وإسعافه وجدته قد زاد في أصول الفقه بالنسبة إلى كتب المتأخرين أضعافه . وقد أحييت من كلام الأقدمين خصوصا وأصحابه ، ما قد درس ، وأسفر صباحه بعد أن تلبس بالغلس . ولقد كان من أدركت من الأكابر يقول : مسائل أصول الفقه إذا استقصيت تجيء نحو الثمانمائة ، وأنت تعلم أنها إلى الثمانية آلاف وأزيد أقرب منها إلى ما ذكره ، وتتضاعف عند التوليد والنظر . والحمد لله أولا وآخرا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته وسلامه على سيدنا محمد سيد المخلوقين ، وعلى آله وصحبه وعترته وذريته الطاهرين . والحمد لله رب العالمين . الشافعي