الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الموضع الرابع [ تقسيم المناسبة من حيث التأثير ، والملاءمة ]

                                                      المناسب إما مؤثر أو غير مؤثر ، وغير المؤثر إما ملائم أو غير ملائم ، وغير الملائم إما غريب أو مرسل أو ملغي .

                                                      الأول : [ المؤثر ] : وهو أن يدل النص أو الإجماع على كونه علة بشرط دلالتها على تأثير غير الوصف في عين الحكم ، أو نوعه في نوعه ، بنص أو إجماع . قال في المستصفى " : هو تقسيم حاصر . وسمي مؤثرا لظهور تأثير الوصف في الحكم فالنص كمس المتوضئ ذكره ، فإنه اعتبر عين مس المتوضئ ذكره في عين الحدث بنصه عليه . والإجماع : كالصغر ، فإنه اعتبر عينه في عين الحكم وهو الولاية في المال بالإجماع . ثم قال الأصفهاني وغيره : قد يكون الوصف مناسبا ، كالصغر المناسب للولاية على الصغير ، وقد لا يكون مناسبا ، كخروج المني لإيجاب الغسل . وقال الإمام الرازي : [ ص: 276 ] إنما يتم بالمناسبة أو التغير . وهذا القسم أقل الأقسام ، ولهذا قبله أبو زيد دون أنواع المناسبات ، كما قاله صاحب التنقيحات . وقال صاحب جنة الناظر " : إطلاق لفظ العين هنا تجوز ، لأن الأعيان هي المشخصات ، وهي لا تقبل التعداد ليمكن وجودها في محلين متغايرين وإنما يراد بالعين هاهنا ما هو أخص من الجنس ، كالنوع والصنف .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية