الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8910 - من قتل عصفورا بغير حقه سأله الله عنه يوم القيامة (حم) عن ابن عمرو - (ح)

التالي السابق


(من قتل عصفورا) بضم أوله، ونبه بالعصفور لصغره على ما فوقه، وألحق به تنزه المترفين بالاصطياد لا لأكل أو حاجة، وفي رواية: فما فوقها، وهو محتمل لكونه فوقها في الحقارة والصغر وفوقها في الجثة والعظم (بغير حقه) في رواية: حقها، والتأنيث باعتبار الجنس، والتذكير باعتبار اللفظ، وحقها عبارة عن الانتفاع بها (سأله الله عنه) في رواية: عن قتله، أي عاقبه وعذبه عليه (يوم القيامة) تمامه عند مخرجه أحمد وغيره: قيل: وما حقها يا رسول الله؟ قال: أن تذبحه [ ص: 193 ] فتأكله ولا تقطع رأسه فترمي بها، فما أوهمه صنيع المصنف من أن ما ذكره هو الحديث بتمامه غير صحيح، وفي رواية للقضاعي وغيره: من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة وله صراخ تحت العرش يقول: رب سل هذا فيم قتلني من غير منفعة، قال البغوي : فيه كراهة ذبح الحيوان لغير الأكل، قال الخطابي : وفي معناه ما جرت به العادة من ذبح الحيوان عند قدوم الملوك والرؤساء، وعند حدوث نعمة ونحو ذلك من الأمور

(حم عن ابن عمرو) بن العاص، رمز لحسنه، وفيه صهيب مولى ابن عامر ، قال الذهبي في المهذب: كان حذاء بمكة فيه جهالة وقد وثق، وهذا إسناده جيد اهـ.



الخدمات العلمية