الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
655 - ( 35 ) - حديث : { إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل }. متفق عليه من حديث ابن عمر ، ورواه ابن حبان واللفظ له ، وله طرق كثيرة ، وعد أبو القاسم بن منده من رواه عن نافع عن ابن عمر فبلغوا ثلاثمائة ، وعد من رواه غير ابن عمر فبلغوا أربعة وعشرين صحابيا ، وقد جمعت طرقه عن نافع فبلغوا مائة وعشرين نفسا .

[ ص: 134 ] حديث : { من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل }. أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة من حديث الحسن ، عن سمرة . وقال الترمذي : حديث حسن ، رواه بعضهم عن قتادة ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا . وقال في الإمام : من يحمل رواية الحسن ، عن سمرة على الاتصال يصحح هذا الحديث .

قلت : هو مذهب علي بن المديني كما نقله عنه البخاري ، والترمذي ، والحاكم وغيرهم . وقيل : لم يسمع منه إلا حديث العقيقة ، وهو قول البزار وغيره ، وقيل : لم يسمع منه شيئا أصلا ، وإنما يحدث من كتابه . ورواه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ووهم في ذلك ، أخرجه البزار من طريقه . ورواه عباد بن العوام ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس .

ووهم فيه ، قاله الدارقطني في العلل ، قال : والصواب رواية يزيد بن زريع وغيره ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ، ورواه أبو حرة عن الحسن ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، ووهم في اسم صحابيه . أخرجه أبو داود الطيالسي والبيهقي من طريقه ، ورواه العقيلي من طريق قتادة ، عن الحسن ، عن جابر ، ومن طريق إبراهيم بن مهاجر ، عن الحسن ، عن أنس ، وهذا الاختلاف فيه على الحسن وعلى قتادة لا يضر ، لضعف من وهم فيه ، والصواب كما قال الدارقطني : عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة ، وكذلك قال العقيلي ، ورواه ابن ماجه بسند ضعيف عن أنس ، ورواه الطبراني من حديثه في [ ص: 135 ] الأوسط بإسناد أمثل من ابن ماجه ، ورواه البيهقي بإسناد فيه نظر من حديث ابن عباس ، وبإسناد فيه انقطاع من حديث جابر ، ورواه عبد بن حميد والبزار في مسنديهما ، وكذلك إسحاق بن راهويه في مصنفه من حديثه بإسناد ضعيف ، رواه البيهقي من حديث أبي سعيد : وله طريق أخرى في التمهيد ، فيها الربيع بن بدر ، وهو ضعيف .

( تنبيه ) : حكى الأزهري أن قوله : { فبها ونعمت }. معناه فبالسنة أخذ ونعمت السنة ، قاله الأصمعي ، وحكاه الخطابي أيضا ، وقال : " إنها " ظهرت تاء التأنيث لإضمار السنة ، وقال غيره : ونعمت الخصلة . وقال أبو حامد الشاركي : ونعمت الرخصة ، قال : لأن السنة الغسل ، وقال بعضهم : معناه فبالفريضة أخذ ، ونعمت الفريضة .

( تنبيه ) : من أقوى ما يستدل به على عدم " فريضة " الغسل يوم الجمعة ، ما رواه مسلم عقب أحاديث الأمر بالغسل ، عن أبي هريرة مرفوعا : { من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت ، غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة ، وزيادة ثلاثة أيام }.

التالي السابق


الخدمات العلمية