المسلك السادس ويسميه المنطقيون ( القياس الشرطي المنفصل ) فإن لم يكن تقسيما سموه بالمتصل . وهو لغة : الاختبار ، ومنه الميل الذي يختبر به الجرح [ ص: 283 ] الذي يقال له المسبار ، وسمي هذا به لأن المناظر في العلة يقسم الصفات ويختبر كل واحد منها في أنه هل يصلح للعلية أم لا السبر والتقسيم
؟ وقد أشير إليه في قوله تعالى : { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله ، إذا لذهب كل إله بما خلق } وقوله تعالى { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } فإن هذا تقسيم حاصر ، لأنه ممتنع خلقهم من غير خالق خلقهم ، وكونه يخلقون أنفسهم أشد امتناعا ، فعلم أن لهم خالقا خلقهم ، وهو سبحانه ، ذكر الدليل بصيغة استفهام الإنكار ليبين أن هذه الصيغة المستدل بها بطريقة بديهية لا يمكن إنكارها . وفي قوله صلى الله عليه وسلم ، في لعمر ابن صياد . { } . إن يكن هو فلن تسلط عليه ، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله