الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فصل ويجب على الإمام حماية من هادنه من المسلمين وأهل الذمة ) ; لأنه أمنهم ممن هو في يده وتحت قبضته فلو أتلف أحد من المسلمين أو أهل الذمة عليهم شيئا ، فعليه الضمان ( دون غيرهم ، كأهل حرب ) فلا يلزم الإمام حمايتهم ، ولا حماية بعضهم من بعض ; لأن الهدنة التزام الكف عنهم فقط ( فلو أخذهم ) أي : المهادنين غير المسلمين ، وأهل الذمة ( أو ) أخذ ( مالهم غيرهما حرم أخذنا ذلك ) بشراء وغيره ; لأنهم في عهدنا ( وإن سباهم كفار آخرون أو سبى بعضهم بعضا ، لم يجز لنا شراؤهم ) ; لأن الأمان يقتضي رفع الأذى عنهم وفي استرقاقهم أذى لهم بالإذلال بالرق فلم يجز كسبيهم والواحد كالكل ولا يلزم الإمام استنقاذهم .

                                                                                                                      ( وإن سبى بعضهم ولد بعض ثم باعه صح ) كبيع عربي ولده ( ولنا شراء أولادهم [ ص: 116 ] وأهليهم ) منهم أو ممن سباهم ( كحربي باع أهله وأولاده ) بخلاف الذمي وقد ذكرت كلام ابن نصر الله وأن ذلك ليس ببيع حقيقة ; لأنهم ليسوا أرقاء قبل وإنما يصيرون أرقاء بالاستيلاء عليهم كالسبي ذكر ذلك في حاشية المنتهى .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية