الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( و ) السنة ( ذبح بقر وغنم ) وقوله تعالى { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ولحديث أنس { أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين ذبحهما بيده } ( ويجوز عكسه ) أي : ذبح الإبل ونحر البقر والغنم ; لأنه لم يتجاوز محل الذكاة ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم { ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل } ( ويأتي ) ذلك .

                                                                                                                      ( ويقول بعد توجيهها ) أي : الذبيحة ( إلى القبلة على جنبها الأيسر ) إن كانت من البقر والغنم ( حين يحرك يده بالذبح : بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك ) لما روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم { ذبح يوم العيد كبشين ، ثم قال حين وجههما : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك } رواه أبو داود وإن اقتصر على التسمية فقد ترك الأفضل .

                                                                                                                      وكذا يقول عند تحريك يده [ ص: 8 ] بالنحر ( وإن قال قبل ذلك ) أي : بسم الله والله أكبر إلخ ( و ) قال ( قبل تحريك يده ) بالذبح ، بأن قال عند توجيه الذبيحة إلى القبلة ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت ، وأنا من المسلمين ) فحسن لما تقدم في حديث ابن عمر لكن بإسقاط " أول " لمناسبة المعنى ، أو قال بعد " هذا منك ولك " ( اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك ، فحسن ) لمناسبة الحال .

                                                                                                                      وفي حديث لمسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { اللهم تقبل من محمد وآل محمد } وكره ابن عمر وابن سيرين الأكل من الذبيحة إذا وجهت لغير القبلة .

                                                                                                                      ( والأفضل : تولي صاحبها ) أي : الذبيحة هديا كانت أو أضحية ( ذبحها بنفسه ) ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما ، ونحر البدنات الست بيده ، ونحر من البدن التي أهداها في حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة بيده " ; ولأن فعل الذبح قربة وتولي القربة بنفسه أولى من الاستنابة فيها .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية