فصل
ومنها : قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم ) قد يتعلق به الجبري ، ولا متعلق له به ، وإنما هذا مثل قوله : ( ) فإنه عبد الله ورسوله ، إنما يتصرف بالأمر ، فإذا أمره ربه بشيء نفذه ، والله لا أعطي أحدا شيئا ولا أمنع ، وإنما أنا قاسم أضع حيث أمرت ، وأما قوله تعالى : ( فالله هو المعطي والمانع والحامل ، والرسول منفذ لما أمر به وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) [ الأنفال : 17 ] فالمراد به القبضة من الحصباء التي رمى بها وجوه المشركين فوصلت إلى عيون جميعهم ، فأثبت الله سبحانه له الرمي باعتبار النبذ والإلقاء ، فإنه فعله ، ونفاه عنه باعتبار الإيصال إلى جميع المشركين ، وهذا فعل الرب تعالى لا تصل إليه قدرة العبد ، والرمي يطلق على الخذف ، وهو مبدؤه ، وعلى الإيصال ، وهو نهايته