الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وأما تفسير القبض فالقبض عبارة عن التخلي : وهو التمكن من إثبات اليد وذلك بارتفاع الموانع ، وإنه يحصل بتخلية الراهن بين المرهون والمرتهن ، فإذا حصل ذلك ، صار الراهن مسلما والمرتهن قابضا ، وهذا جواب ظاهر الرواية وروي عن أبي يوسف أنه يشترط معه النقل والتحويل فما لم يوجد ; لا يصير قابضا وجه هذه الرواية أن القبض شرط صحة الرهن ، قال الله تبارك وتعالى { فرهان مقبوضة } ومطلق القبض ينصرف إلى القبض الحقيقي ولا يتحقق ذلك إلا بالنقل ، فأما التخلي فقبض حكما لا حقيقة ، فلا يكتفى به وجه ظاهر الرواية أن التخلي بدون النقل والتحويل قبض في العرف والشرع ، أما العرف : فإن القبض يرد على ما لا يحتمل النقل والتحويل من الدار والعقار ، يقال : هذه الأرض أو هذه القرية أو هذه الولاية في يد فلان فلا يفهم منه إلا التخلي وهو التمكن من التصرف وأما الشرع : فإن التخلي في باب البيع قبض بالإجماع من غير نقل وتحويل دل أن التخلي بدون النقل والتحويل قبض حقيقة وشريعة فيكتفى به

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية