الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( وأما ) تفسير النفقة التي في مال المضاربة فالكسوة والطعام والإدام ، والشراب وأجر الأجير ، وفراش ينام عليه ، وعلف دابته التي يركبها في سفره ، ويتصرف عليها في حوائجه ، وغسل ثيابه ودهن السراج والحطب ونحو ذلك ، ولا خلاف بين أصحابنا في هذه الجملة ; لأن المضارب لا بد له منها فكان الإذن ثابتا من رب المال دلالة .

                                                                                                                                ( وأما ) ثمن الدواء والحجامة والفصد ، والتنور والأدهان ، وما يرجع إلى التداوي ، وصلاح البدن ، ففي ماله خاصة لا في مال المضاربة وذكر الكرخي رحمه الله في مختصره في الدهن خلاف محمد : أنه في مال المضاربة عنده ، وذكر في الحجامة والإطلاء بالنورة ، والخضاب ، قول الحسن بن زياد أنه قال على قياس قول أبي حنيفة : يكون في مال المضاربة والصحيح أنه يكون في ماله خاصة ; لأن وجوب النفقة للمضارب في المال لدلالة الإذن الثابت عادة ، وهذه الأشياء غير معتادة ، هذا إذا قضى القاضي بالنفقة ، يقضي بالطعام والكسوة ، ولا يقضي بهذه الأشياء .

                                                                                                                                ( وأما ) الفاكهة فالمعتاد منها يجري مجرى الطعام والإدام .

                                                                                                                                وقال بشر في نوادره : سألت أبا يوسف عن اللحم فقال : يأكل كما كان يأكل ; لأنه من المأكول المعتاد .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية