الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4886 [ 2638 ] وعنه ; أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال : اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت ، وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور .

                                                                                              رواه أحمد (4 \ 302) ، ومسلم (2711) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " اللهم باسمك أحيا ، وباسمك أموت ") أي : بك يكون ذلك ، فالاسم هنا : هو المسمى ، كقوله تعالى : سبح اسم ربك الأعلى أي : سبح ربك . هذا قول الشارحين .

                                                                                              قلت : وقد استفدت فيه من بعض مشايخنا معنى آخر وهو : أنه يحتمل أنه يعني باسمك المحيي المميت من أسمائه تعالى ، ومعنى ذلك : أن الله تعالى إنما سمى نفسه بأسمائه الحسنى ; لأن معانيها ثابتة في حقه وواجبة له ، فكل ما ظهر في الوجود من الآثار إنما هي صادرة عن تلك المقتضيات ، فكل إحياء في الدنيا والآخرة : إنما هو صادر عن قدرته على الإحياء ، وكذلك القول في الإماتة ، وفي الرحمة والملك ، وغير ذلك من المعاني التي تدل عليها أسماؤه ، فكأنه قال : [ ص: 41 ] باسمك المحيي أحيا ، وباسمك المميت أموت ، وكذلك القول في سائر الأسماء الدالة على المعاني . وبسط ذلك يستدعي تطويلا ، وفيما ذكرناه تنبيه يكتفي به النبيه .

                                                                                              و (قوله : " وإليك النشور ") أي : المرجع بعد الإحياء . يقال : نشر الله الموتى فنشروا ، أي : أحياهم فحيوا ، وخرجوا من قبورهم منتشرين ، أي : جماعات في تفرقة ، كما قال تعالى : كأنهم جراد منتشر




                                                                                              الخدمات العلمية