الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              463 [ 237 ] وعن ابن عمر ; أن عمر استفتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : هل ينام أحدنا وهو جنب ؟ قال : نعم . ليتوضأ ، ثم لينم ، حتى يغتسل إذا شاء .

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 16 ) ، والبخاري ( 287 ) ، ومسلم ( 306 ) ، وأبو داود ( 221 ) ، والترمذي ( 120 ) ، والنسائي ( 1 \ 140 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " ليتوضأ ثم لينم ") حجة لمن قال بوجوب وضوء الجنب عند نومه ، [ ص: 565 ] وهو قول كثير من أهل الظاهر ، وهو مروي عن مالك ، وروي عنه : أنه مندوب إليه ، وعليه الجمهور ، وهو الصحيح ; إذ قد روى الترمذي عن عائشة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينام وهو جنب لا يمس ماء . وقد روت عنه أنه كان يتوضأ قبل أن ينام ، فكان وضوؤه كغسله ، فإنه كان ربما يغتسل قبل النوم ، وربما يغتسل بعد النوم كما قد روت عنه . وغسل الجنب قبل النوم ليس بواجب إجماعا بل مندوب إليه ، فيكون الوضوء كذلك .

                                                                                              ثم هل معنى ذلك حكم غير معلل فيقتصر به على محله ، أو هو معلل ؟ فمن أصحابنا من قال : هو معلل بما عساه ينشط فيغتسل ، ومنهم من علله بأنه ليبيت على إحدى الطهارتين ، وعلى هذا التعليل الثاني تتوضأ الحائض ، ولا تتوضأ على التعليل الأول .




                                                                                              الخدمات العلمية