الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5067 9 - حدثنا موسى، حدثنا معتمر، عن أبيه قال: وحدث أبو عثمان أيضا، عن عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثين ومائة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هل مع أحد منكم طعام؟ فإذا مع رجل صاع من طعام، أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أبيع أم عطية؟ أو قال هبة؟ قال: لا، بل بيع، قال: فاشترى منه شاة فصنعت، فأمر نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بسواد البطن يشوى، وايم الله ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاها إياه، وإن كان غائبا خبأها له، ثم جعل فيها قصعتين فأكلنا أجمعون وشبعنا، وفضل في القصعتين فحملته على البعير، أو كما قال.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. وموسى هو ابن إسماعيل المنقري، ومعتمر هو ابن سليمان، يروي عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي البصري.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال: وحدث أبو عثمان أيضا" أراد به أن سليمان قال: حدثني غير أبي عثمان وحدثني أبو عثمان، وهو أيضا عبد الرحمن بن مل النهدي بالنون كذا قاله الكرماني، وقال بعضهم: ليس ذلك المراد، إنما أراد أن أبا عثمان حدثه بحديث سابق على هذا، ثم حدثه بهذا فلذلك قال أيضا، أي حدثه بحديث بعد حديث.

                                                                                                                                                                                  قلت: من تأمل وجه ما قاله الكرماني علم أنه هو الوجه.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في البيوع في باب الشراء والبيع مع المشركين، فإنه أخرجه هناك عن أبي النعمان، عن معتمر إلى آخره، ومضى أيضا في [ ص: 33 ] الهبة، عن أبي النعمان، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "مشعان" بضم الميم، وقيل: بكسرها وسكون الشين المعجمة وبالعين المهملة وبالنون المشددة، وهو الطويل في الغاية، وقيل: طويل الشعر منتفشه ثائره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أم عطية" أي: هدية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بسواد البطن" هو الكبد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حز له حزة" الحز بفتح الحاء المهملة وتشديد الزاي، وهو القطع.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية