الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5312 59 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن الأشعث بن سليم، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم، ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن الشرب في الفضة أو قال آنية الفضة، وعن المياثر والقسي، وعن لبس الحرير والديباج والإستبرق.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "أو آنية الفضة" وأبو عوانة بفتح العين المهملة وبالنون بعد الألف اسمه الوضاح اليشكري، والأشعث بالشين المعجمة ثم بالعين المهملة ثم بالثاء المثلثة ابن سليم -مصغر السلم- وسويد -مصغر السود- ومقرن اسم فاعل من التقرين.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في أوائل الجنائز في باب الأمر باتباع الجنائز، فإنه أخرجه هناك عن أبي الوليد، عن شعبة، عن الأشعث إلى آخره ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وتشميت العاطس" بالشين المعجمة والمهملة وهو قولك للعاطس: يرحمك الله وهو سنة على الكفاية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وإفشاء السلام" من أفشى كلامه إذا أذاعه ونشره بين الناس، وذكر في كتاب الجنازة ورد السلام، وهنا قال: "وإفشاء السلام" لأن المقصود من السلام ما يجري بين المسلمين عند الملاقاة مما يدل على الدعاء لأخيه المسلم، وإرادة الخير له، ثم لا شك أن بعض هذه الأمور سنة، وبعضها فريضة، فالرد من الواجبات والإفشاء من السنن فصح الاعتباران، وإنما جاز إرادة الفريضة والسنة بإطلاق واحد، وهو لفظ أمرنا، باعتبار عموم المجاز عند الحنفية، وجواز إرادة الحقيقة والمجاز كليهما من لفظ واحد عند الشافعية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وإبرار المقسم" بضم الميم وسكون القاف وكسر السين، وهو أن يفعل ما سأله الملتمس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وخواتيم الذهب" قال الجوهري: الخاتم والخاتم بكسر التاء، والخيتام والخاتام كله بمعنى الجمع والخواتيم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أو قال آنية الفضة" شك من الراوي.

                                                                                                                                                                                  قوله: "والمياثر" جمع الميثرة بكسر الميم من الوثارة بالمثلثة يعني اللين، وهي وطاء كانت النساء تصنعه لأزواجهن على السروج، وأكثرها من الحرير، وقيل:هي من الأرجوان الأحمر، وقيل: هي جلود السباع. وقال أبو عبيدة: المياثر الحمر كانت من مراكب الأعاجم من ديباج أو حرير، وقال ابن التين: وهذا أبين لأن الأرجوان لم يأت فيه تحريم ولا في جلود السباع إذا ذكيت.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وعن القسي" بفتح القاف وتشديد السين المهملة المكسورة. قال الكرماني: القسي منسوب إلى بلد بالشام ثوب مضلع بالحرير. قلت: ليس كذلك وإنما القسي ثياب من كتان مخلوط بحرير، يؤتى بها من مصر نسبت إلى قرية على ساحل البحر قريبا من تنيس يقال لها: القس بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها [ ص: 204 ] كذا قاله ابن الأثير. قلت: القس وتنيس والفرماء كلها كانت بلادا على ساحل البحر بالقرب من دمياط، وقد خربت واندرست، وقيل: أصل القسي القزي بالزاي، منسوب إلى القز وهو ضرب من الإبريسم، فأبدل من الزاي سين، وقيل: منسوب إلى القس وهو الصقيع لبياضه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "والديباج" قد مر تفسيره "والإستبرق" ضرب من الديباج غليظ، قيل: وفيه ذهب، وهو فارسي معرب أصله استبره، والمعروف أن الإستبرق غليظ الديباج، وقال الداودي: رقيقه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية