الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5388 35 - حدثني محمد، أخبرنا عتاب بن بشير، عن إسحاق، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن أم قيس بنت محصن، وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن أخبرته أنها أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 252 ] بابن لها قد علقت عليه من العذرة فقال: اتقوا الله على ما تدغرون أولادكم بهذه الأعلاق، عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يريد الكست يعني القسط قال: وهي لغة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "منها ذات الجنب" ومحمد هو ابن سلام قاله الكرماني. وقال بعضهم: هو الهذلي يعني محمد بن يحيى الهذلي النيسابوري، قلت: الذي قاله الكرماني هو الصواب; لأن صاحب رجال الصحيحين قال في ترجمة عتاب بن بشير: روى عنه محمد غير منسوب. قال أبو أحمد الحافظ النيسابوري: هو ابن سلام روى عنه البخاري في الطب والاعتصام.

                                                                                                                                                                                  وعتاب بفتح العين المهملة وتشديد التاء المثناة من فوق وبعد الألف باء موحدة ابن بكير بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة الحراني بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء وبالنون، مات سنة تسعين ومائة. وإسحاق هو ابن راشد الجزري. والحديث مضى عن قريب في باب اللدود.

                                                                                                                                                                                  قوله: "على ما تدغرون" بخطاب جمع المذكر، ويروى "علام تدغرن" بخطاب جمع المؤنث وبإسقاط الألف من كلمة ما، وقد ذكرنا أنه من الدغر بالدال المهملة والغين المعجمة والراء، وهو غمز الحلق بالإصبع، وذلك أن الصبي تأخذه العذرة وهي وجع يهيج في الحلق من الدم، فتدخل المرأة إصبعها فتدفع بها ذلك الموضع وتكبسه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بهذه الأعلاق" بفتح الهمزة جمع العلق، قال الكرماني: نحو الوطب والأوطاب، وهي الدواهي والآفات. وقال ابن الأثير: ويروى بهذه العلاق، وفي أخرى بهذه العلق، والمعروف "الإعلاق" بكسر الهمزة مصدر أعلقت. والعلق بضم العين وفتح اللام جمع علوق وهي الداهية، وأعلقت عنه أزالت عنه العلوق أي: ما عذبته به من دغرها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يريد الكست" بضم الكاف وسكون السين المهملة وبالتاء المثناة من فوق يعني يريد من القسط الكست.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال وهي لغة" أي: قال الزهري: الكست لغة في القسط.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية