الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2971 وقال ابن إسحاق : عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم ، وأمهم عاتكة بنت مرة ، وكان نوفل أخاهم لأبيهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ابن إسحاق هو محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، وهذا التعليق ذكره ابن جرير والزبير بن بكار ومحمد بن إسحاق ، وقال ابن جرير وكان هاشم توأم أخيه عبد شمس ، وإن هاشما خرج ورجله ملتصقة برأس عبد شمس ، فما تخلصت حتى سال بينهما دم ، فتفاءل الناس بذلك ، أن يكون بين أولادهما حروب ، فكانت وقعة بني العباس مع بني أمية بن عبد شمس سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة . قوله : " وكان نوفل أخاهم لأبيهم " ولم يذكر أمه ، وهي واقدة بالقاف بنت عمرو المازنية ، وكان هؤلاء الأربعة قد سادوا قومهم بعد أبيهم ، وصارت إليهم الرياسة ، فكان يقال لهم المجيرون وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم ; ليدخلوا في التجارات إلى بلدانهم فكان هاشم قد أخذ أمانا من ملوك الشام والروم وغسان ، وأخذ لهم عبد شمس من النجاشي الأكبر ملك الحبشة ، وأخذ لهم نوفل من الأكاسرة ، وأخذ لهم المطلب أمانا من ملوك حمير ، وكانت إلى هاشم السقاية والرفادة بعد أبيه ، وإليه وإلى أخيه المطلب نسب ذوي القربى ، وقد كانوا شيئا واحدا ، وقال ابن كثير في تفسيره [ ص: 65 ] بنو المطلب وازروا بني هاشم في الجاهلية والإسلام ودخلوا معهم في الشعب غضبا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وحماية له مسلمهم طاعة لله ولرسوله وكافرهم حمية للعشيرة وأنفة وطاعة لأبي طالب عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وأما بنو عبد شمس وبنو نوفل وإن كانوا أبناء عمهم فلم يوافقوهم على ذلك ، بل حاربوهم ونابذوهم وأمالوا بطون قريش على حرب الرسول ، ولهذا كان ذم أبي طالب لهم في قصيدته اللامية :


                                                                                                                                                                                  جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا عقوبة شر عاجل غير آجل بميزان قسط لا يفيض شعيرة
                                                                                                                                                                                  له شاهد من نفسه حق عادل لقد سفهت أخلاق قوم تبدلوا
                                                                                                                                                                                  بني خلف قيضا بنا والغياطل ونحن الصميم من ذؤابة هاشم
                                                                                                                                                                                  وآل قصي في الخطوب الأوائل

                                                                                                                                                                                  وهذه قصيدة طويلة مائة وعشرة أبيات قد ذكرناها في تاريخنا الكبير وفسرنا لغاتها ، قوله " بني خلف " أراد رهط أمية بن خلف الجمحي ، قوله " قيضا " أي مقايضة وهو الاستبدال ، والغياطل جمع غيطلة وهي الشجرة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية