الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          [ ص: 40 ] ب ل ل : ( البلة ) بالكسر النداوة . و ( البل ) المباح . ومنه قول العباس بن عبد المطلب في زمزم : " لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل " أي مباح وقيل أي شفاء من قولهم ( بل ) الرجل و ( أبل ) إذا برأ ، وعلى القولين ليس بإتباع . و ( بلال ) بن حمامة مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم من الحبشة والبلل الندى . و ( البلبلة ) و ( البلبال ) الهم ووسواس الصدر . و ( البلبل ) طائر و ( بل ) من مرضه يبل بالكسر ( بلا ) أي صح وكذا ( أبل ) و ( استبل ) . و ( بله ) نداه وبابه رد ، و ( بلله ) شدد للمبالغة ( فابتل ) هو . و ( بل ) رحمه وصلها . وفي الحديث : " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " أي ندوها بالصلة . و ( بل ) حرف عطف وهو للإضراب عن الأول للثاني كقولك : ما جاءني زيد بل عمرو ، وما رأيت زيدا بل عمرا وجاءني أخوك بل أبوك ، تعطف به بعد النفي والإثبات جميعا ، وربما وضعوه موضع رب كقول الراجز :


                                                          بل مهمه قطعت بعد مهمه

                                                          يعني رب مهمه كما يوضع الحرف موضع غيره اتساعا . وقوله تعالى : بل الذين كفروا في عزة وشقاق قال الأخفش عن بعضهم : إن بل هنا بمعنى إن فلذلك صار القسم عليها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية