الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2980 56 - حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا مالك ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال : مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة لأنه صلى الله عليه وسلم أعطى لهذا الأعرابي مع إساءته في حقه صلى الله عليه وسلم تألفا له ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أبو يحيى الأنصاري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في اللباس عن إسماعيل بن أبي أويس ، وفي الأدب عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وأخرجه مسلم في الزكاة عن عمرو بن محمد الناقد وعن يونس بن عبد الأعلى ، وأخرجه ابن ماجه في اللباس عن يونس بن عبد الأعلى به مختصرا .

                                                                                                                                                                                  قوله " وعليه برد نجراني " الواو فيه للحال والبرد بضم الباء الموحدة وهو نوع من الثياب معروف والجمع أبراد وبرود ، ونجراني بالنون المفتوحة وسكون الجيم وبالراء نسبة إلى نجران بلد باليمن ، قوله " إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم " صفح كل شيء وجهه وناحيته ، والعاتق ما بين المنكب والعنق ، قوله " جذبة " الجذبة والجبذة بمعنى واحد .

                                                                                                                                                                                  وفيه لطف رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وكرمه وأنه لعلى خلق عظيم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية