الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وحيوان البر يحل منه الأنعام ) إجماعا وهي الإبل والبقر والغنم

                                                                                                                              ( والخيل ) العربية وغيرها لصحة الأخبار بحلها وخبر النهي عن لحومها منكر وبفرض صحته هو منسوخ بإحلالها يوم خيبر ولا دلالة في : { لتركبوها وزينة } على أن الآية مكية اتفاقا والحمر لم تحرم إلا يوم خيبر فدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يفهم من الآية تحريم الحمر فكذا الخيل والمراد في جميع ما مر ويأتي الذكر والأنثى ( وبقر وحش وحماره ) وإن تأنسا لطيبهما وأكله صلى الله عليه وسلم من الثاني وأمره بالأكل منه رواه الشيخان وقيس به الأول ( وظبي ) إجماعا ( وضبع ) بضم بائه أفصح من إسكانها لصحة الخبر بأنه يؤكل ونابه ضعيف لا يتقوى به

                                                                                                                              وخبر النهي عنه لم يصح وبفرض صحته فهو نهي تنزيه للخلاف فيه كذا قيل وفيه نظر ؛ لأن ما خالف سنة صحيحة لا يراعى ومن عجيب حمقه أنه يتناوم حتى يصاد وأمره أنه سنة ذكر وسنة أنثى ويحيض ( وضب ) وهو معروف لذكره ذكران ولأنثاه فرجان ولا يسقط له سن وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم أقر آكليه بحضرته ثم بين حله وأنه إنما تركه لأنه لم يألفه متفق عليه [ ص: 380 ] ( وأرنب ) لأنه صلى الله عليه وسلم أكل منه رواه البخاري وهو قصير اليدين طويل الرجلين عكس الزرافة يطأ الأرض بمؤخر قدميه ( وثعلب ) بمثلثة أوله لأنه طيب ، والخبران في تحريمه ضعيفان ( ويربوع ) وهو قصير اليدين جدا طويل الرجلين لونه كلون الغزال لأنه طيب أيضا ونابهما ضعيف ومثلهما قنفذ ووبر وأم حبين بحاء مهملة مضمومة فموحدة مفتوحة فتحتية تشبه الضب وهي أنثى الحرابي

                                                                                                                              ( وفنك ) بفتح الفاء والنون وسنجاب وقاقم وحوصل ( وسمور ) بفتح فضم مع التشديد أعجمي معرب وهو والسنجاب نوعان من ثعالب الترك وزعم أنه طير أو من الجن أو نبت غلط

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله وحماره إلخ ) قال في شرح الروض وفارقت أي الحمر الوحشية الأهلية بأنها لا ينتفع بها في الركوب ، والحمل فانصرف الانتفاع بها إلى لحمها خاصة [ ص: 380 ] بخلاف الأهلية ا هـ . ( قوله : وسمور ) عبارة الروض ، والسمور ، والسنجاب قال في شرحه وهما نوعان من تعالب الترك



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله إجماعا ) إلى قول المتن والأصح في النهاية إلا قوله للخلاف إلى ومن عجيب وقوله حمقه إلى أمره وقوله وهو السنجاب إلى وزعم وقوله وكذا أهلية إلى وكذا ( قوله وهي الإبل ) إلى قول المتن والأصح في المغني إلا قوله للخلاف إلى ومن عجيب وقوله وأم حبين إلى المتن وقوله أعجمي معرب وقوله وزعم إلى المتن وقوله وشق وقوله وقال جمع إلى المتن وقوله كريه الريح وقوله قيل إلى وقيد الغراب ( قوله وغيرها ) أي غير العربية ( قوله بحلها ) أي الخيل ( قوله ولا دلالة إلخ ) عبارة المغني والاستدلال على التحريم بقوله تعالى { لتركبوها وزينة } ولم يذكر الأكل مع أنه في سياق الإمنان مردود كما ذكره البيهقي وغيره فإن الآية مكية بالاتفاق ولحوم الحمر إنما حرمت يوم خيبر سنة سبع بالاتفاق فدل على أنه لم يفهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة من الآية تحريما لا للحمر ولا لغيرها فإنها لو دلت على تحريم الخيل لدلت على تحريم الحمر وهم لم يمنعوا منها بل امتدت الحال إلى يوم خيبر فحرمت وأيضا الاقتصار على ركوبها والتزين بها لا يدل على نفي الزائد عليهما وإنما خصهما بالذكر ؛ لأنهما معظم مقصوده . ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : وإن تأنسا ) أخذه غاية في الحمار ظاهر لدفع توهم أنه إذا تأنس صار أهليا فيحرم كسائر الحمر الأهلية وأما أخذه غاية في البقر فلم يظهر له وجه ؛ لأن الأهلي من البقر حلال عرابا كان أو جواميس . ا هـ ع ش أي فالأولى الإفراد ليرجع إلى الثاني فقط عبارة المغني ولا فرق في حمار الوحش بين أن يستأنس ويبقى على توحشه كما أنه لا فرق في تحريم الأهلي بين الحالين ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله وأمره ) عطف على حمقه ( قوله ولا يسقط له سن ) أي إلى أن يموت مغني ونهاية ( قوله وأنه إلخ ) عطف على [ ص: 380 ] حله وقوله تركه أي الأكل ( قول المتن وأرنب ) بالتنوين بخطه وفي بعض الشروح بلا تنوين لمنع صرفه حيوان يشبه العناق ا هـ .

                                                                                                                              مغني ( قوله أكل منه رواه البخاري ) ولم يبلغ أبا حنيفة ذلك فحرمها محتجا بأنها تحيض كالضبع وهي محرمة عنده أيضا ، ا هـ مغني ( قوله عكس الزرافة ) بفتح الزاي وضمها لغتان مشهورتان وهي غير مأكول . ا هـ ع ش ( قول المتن ويربوع ) وهو حيوان يشبه الفأر ا هـ مغني ( قوله لونه كلون الغزال ) عبارة المغني أبيض البطن أغبر الظهر بطرف ذنبه شعرات ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله ونابهما ) أي الثعلب واليربوع ( قوله قنفذ ) بالذال المعجمة دميري وبضم القاف وفتحها مختار وبضم الفاء وتفتح للتخفيف مصباح ا هـ .

                                                                                                                              ع ش ( قوله ووبر ) هو بإسكان الموحدة دويبة أصغر من الهر كحلاء العين لا ذنب لها مغني ورشيدي ( قوله فموحدة مفتوحة إلخ ) ونون في آخره . ا هـ مغني ( قول المتن وفنك ) وهو حيوان يؤخذ من جلده فرو للينه وخفته مغني ونهاية ( قوله وقاقم إلخ ) عبارة المغني والروض مع شرحه والدلدل وهو بإسكان اللام بين المهملتين المضمومتين دابة قدر السخلة ذات شوكة طويلة تشبه السهام وفي الصحاح أنه عظيم القنافذ وابن عرس وهو دويبة رقيقة تعادي الفأر تدخل جحره وتخرجه وجمعه بنات عرس والحواصل جمع حوصلة ويقال له حوصل وهو طائر أبيض أكبر من الكركي ذو حوصلة عظيمة يتخذ منها فرو ويكثر بمصر ويعرف بالبجع والقاقم بضم القاف الثانية دويبة يتخذ جلدها فروا ا هـ .

                                                                                                                              وعبارة النهاية ويحل دلدل وابن عرس ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله وزعم أنه ) أي السمور




                                                                                                                              الخدمات العلمية