الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5138 [ 2782 ] وعن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستكون فتن ، ألا ثم تكون فتن ، القاعد فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي إليها ، ألا فإذا نزلت - أو وقعت - فمن كان له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ، قال : فقال رجل : يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ، ولا غنم ولا أرض ؟ قال : فليعمد إلى سيفه ، فيدق على حده بحجر ، ثم لينج إن استطاع النجاء ، اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت ؟ قال : فقال رجل : يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين - أو : إحدى الفئتين - فضربني رجل بسيفه ، أو يجيء سهم فيقتلني ؟ قال : يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 48) ، ومسلم (2887) ، وأبو داود (4256) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : أرأيت إن أكرهت ؟ إلى قوله : يبوء بإثمه وإثمك ) أي : يرجع ، والمباءة : المرجع ، وقد تقدم ذلك ، ويعني : أنه يبوء بإثمه فيما دخل فيه ، وبإثمك بقتله إياك ، أو لإكراهه إياك على ما أكرهك ، وفيه : رفع الحرج عن المكره على مثل هذا ، والمكره هنا هو الذي لا يملك من نفسه شيئا ، لقوله : أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي ، ولم يقل : إنه انطلق من قبل نفسه . ولم يختلفوا : أن الإكراه على القتل لا يعذر به أحد ، وإنما يعذر فيما تعلق بالقلب ، أو ما لم يملك الإنسان نفسه . واختلف في الإكراه على المعاصي التي بين الله تعالى وبين عبده ، هل يعذر المكره فيها في أحكام الدنيا والآخرة أم لا ؟ وفي المسألة أبحاث تعرف في كتب الأصول .




                                                                                              الخدمات العلمية