الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وقوله مرفوع عطفا على قوله: "باب" لأنه مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف كما قلنا، nindex.php?page=treesubj&link=28861_32282وسبب نزول هذه الآية ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12007أبو زرعة، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16457عبد الله بن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: أن nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم ويزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا: يا رسول الله قد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها؟ فنزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4يسألونك الآية.
قوله: " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4قل أحل لكم الطيبات " يعني: الذبائح الحلال طيبة لهم، قاله nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل بن حيان: الطيبات ما أحل لهم من كل شيء أن يصيبوه وهو الحلال من الرزق.
قوله: " nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وما علمتم من الجوارح " أي وأحل لكم ما اصطدتموه بما علمتم من الجوارح وهي الكلاب والفهود والصقور وأشباه ذلك، وهذا مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة، وممن قال ذلك: علي بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4وما علمتم من الجوارح مكلبين وهي الكلاب المعلمة والبازي وكل طير يعلم للصيد، وروى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم، عن nindex.php?page=showalam&ids=15849خيثمة، nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد، ومكحول، nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير: أن الجوارح الكلاب الضواري والفهود والصقور وأشباهها.
قلت: هذا تركيب فاسد ومعنى غير صحيح ودعوى اشتقاق من غير أصله، ولم يقل به أحد بل الذي يقال هنا ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري الذي هو المرجع إليه في التفسير، وهو أنه قال: واشتقاقه أي اشتقاق مكلبين من الكلب لأن التأديب أكثر ما يكون في الكلاب فاشتق من لفظه لكثرته في جنسه.
فإن قلت: قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أيضا أو من الكلب الذي هو بمعنى الضراوة، يقال: هو كلب بكذا إذا كان ضاريا به.
قلت: نحن ما ننكر أن يكون اشتقاق مكلبين من غير الكلب الذي هو الحيوان، وإنما أنكرنا على هذا القائل قوله: "وليس هو تفعيل من الكلب وإنما هو الكلب بفتح اللام" فالذي له أدنى مسكة من علم التصريف لا يقول بهذه العبارة، وأيضا فقد فسر الكلب بفتح اللام بمعنى الحرص، وليس كذلك معناه هاهنا، وإنما معناه مثل ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وهو معنى الضراوة.
قوله: "الصوائد" جمع صائدة والكواسب جمع كاسبة وهو صفة لقوله: "الجوارح" وقال بعضهم: صفة محذوف تقديره: "الكلاب الصوائد" قلت: هذا أيضا فيه ما فيه بل هي صفة للجوارح كما قلنا، وقوله الصوائد رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني، ولغيره الكواسب.
قوله: الصوائد والكواسب، وقوله: "اجترحوا اكتسبوا" ليس من الآية الكريمة بل هو معترض بين قوله مكلبين وبين قوله تعلمونهن، فذكر الصوائد والكواسب تفسيرا للجوارح، وذكر اجترحوا بمعنى اكتسبوا استطرادا لبيان أن [ ص: 100 ] الاجتراح يطلق على الاكتساب.