الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
و ( أقله ثلاثة بلياليها ) الثلاث ، فالإضافة لبيان العدد المقدر بالساعات الفلكية لا للاختصاص ، فلا يلزم كونها ليالي تلك الأيام ; وكذا قوله ( وأكثره عشرة ) بعشر ليال ، كذا رواه الدارقطني وغيره .

التالي السابق


( قوله أقله ) أي مدة أقله أو أقل مدته على طريق الاستخدام قهستاني : أي حيث رجع الضمير إلى الحيض بمعنى المدة ط أو أقل الحيض ، وقوله ثلاثة بالرفع على الوجهين الأولين ، وبالنصب على الظرفية على الثالث فافهم ( قوله فالإضافة إلخ ) أي إن إضافة الليالي إلى ضمير الأيام الثلاث لبيان أن المراد مجرد كونها ثلاثا لا كونها ليالي تلك الأيام ، فلو رأته في أول النهار يكمل كل يوم بالليلة المستقبلة ، ولذا صرح الشارح بلفظ الثلاث ، فالتفريع عليه ظاهر فافهم ( قوله بالساعات ) وهي اثنتان وسبعون ساعة ، والفلكية هي التي كل ساعة منها خمس عشرة درجة وتسمى المعتدلة أيضا . واحترز به عن الساعات اللغوية ، ومعناها الزمان القليل ، وعن الساعات الزمانية وتسمى المعوجة وهي التي كل ساعة منها جزء من اثني عشر جزءا من اليوم الذي هو طلوع الشمس إلى غروبها ، أو الليل الذي هو غروب الشمس إلى طلوعها ، فتارة تساوي الفلكية كما في يومي الحمل والميزان ، وتارة تزيد عليها كما في البروج الشمالية وليالي البروج الجنوبية ، وتارة تنقص عنها كما في ليالي البروج الشمالية وأيام البروج الجنوبية ح .

ثم اعلم أنه لا يشترط استمرار الدم فيها بحيث لا ينقطع ساعة ; لأن ذلك لا يكون إلا نادرا بل انقطاعه ساعة أو ساعتين فصاعدا غير مبطل ، كذا في المستصفى بحر : أي ; لأن العبرة لأوله وآخره كما سيأتي ( قوله كذا رواه الدارقطني وغيره ) الإشارة إلى تقدير الأقل والأكثر ، وقد روي ذلك عن ستة من الصحابة بطرق متعددة فيها مقال يرتفع بها الضعيف إلى الحسن ، كما بسط ذلك الكمال والعيني في شرح الهداية ، ولخصه في البحر




الخدمات العلمية