nindex.php?page=treesubj&link=24582المفردون
أولئك الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
nindex.php?page=hadith&LINKID=665890 (سيروا سبق المفردون قالوا يا رسول الله ما المفردون قال (الذين أهتروا في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا [ ص: 107 ] فالخوف أن تخافه من عظمته والرجاء أن ترجوه من رحمته والخشية أن تخشاه من مهابته والحب هو أحبك فأعطاك من حبه لك حتى أحببته فهذا مباين للخوف والرجاء والخشية في الأصل فالخوف والرجاء والخشية هاج من نفسك لعظمته والحب منه بدا فوضع فيك حتى هاج له حب الرجاء من ذلك الوضع فيك والذي وضع فيك من الحب سر منظوم في نور المعرفة ونور التوحيد ونور التوحيد كشيء في شيء فالمعرفة ظاهرة والحب فيها باطن كلب الشيء ولذلك قلنا إنه من الشجرة بمنزلة قلب الشجرة فعظم قوة الشجرة من قلب الشجرة فمن اختص من العباد فتح عليه باب حبه حتى هاج ما في قلبه يسمو إلى الذي عند ربه فلا يزال قلبه في السير وحب الله في مزيد وهيج العبد في مزيد حتى يصير العبد هائما به فكما كان هذا في الأصل يسر فحقيق على العبد أن يسر ذلك فيما بينه وبين ربه ولا يبديه
[ ص: 108 ] حتى يكون ذلك مصونا فيما بينه وبينه ويجتهد ألا يشتهر فينسب إلى ذلك فيقتضى غدا صدق ذلك وحقائقه .ووفارته فيستحي من ذلك
ألا ترى إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكروا منة الله عليهم بالإسلام طابت نفوسهم فقالوا إنا لنحب ربنا فلو علمنا ماذا يحب لأتينا محبوبه فابتلوا بهذه الكلمة فأنزل الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
وامتحن دعوتهم لمحبتهم إياه بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص
فاقتضاهم قتالا بهذه الصفة من الثبات ليبرز حقائق حبهم فلما خرجوا إلى القتال فمنهم من وفى بذلك ومنهم من لم يف بذلك فأنزل الله تعالى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون [ ص: 109 ] وروي
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه قال إذا قال العبد اغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ضحك الرب من قول العبد
nindex.php?page=treesubj&link=24582الْمُفَرِّدُونَ
أُولَئِكَ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=665890 (سِيرُوا سَبْقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُفَرِّدُونَ قَالَ (الَّذِينَ أُهْتِرُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ فَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفَافًا [ ص: 107 ] فَالْخَوْفُ أَنْ تَخَافَهُ مِنْ عَظَمَتِهِ وَالرَّجَاءُ أَنْ تَرْجُوهُ مِنْ رَحِمَتِهِ وَالْخَشْيَةُ أَنْ تَخْشَاهُ مِنْ مَهَابَتِهِ وَالْحُبُّ هُوَ أَحَبَّكَ فَأَعْطَاكَ مِنْ حُبِّهِ لَكَ حَتَّى أَحْبَبْتَهُ فَهَذَا مُبَايِنٌ لِلْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَالْخَشْيَةِ فِي الْأَصْلِ فَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ وَالْخَشْيَةُ هَاجٍ مِنْ نَفْسِكَ لِعَظَمَتِهِ وَالْحُبُّ مِنْهُ بَدَا فَوَضَعَ فِيكَ حَتَّى هَاجَ لَهُ حُبُّ الرَّجَاءِ مِنْ ذَلِكَ الْوَضْعِ فِيكَ وَالَّذِي وَضَعَ فِيكَ مِنَ الْحُبِّ سِرٌّ مَنْظُومٌ فِي نُورِ الْمَعْرِفَةِ وَنُورِ التَّوْحِيدِ وَنُورُ التَّوْحِيدِ كَشَيْءٍ فِي شَيْءٍ فَالْمَعْرِفَةُ ظَاهِرَةٌ وَالْحَبُّ فِيهَا بَاطِنٌ كَلُبِّ الشَّيْءِ وَلِذَلِكَ قُلْنَا إِنَّهُ مِنَ الشَّجَرَةِ بِمَنْزِلَةِ قَلْبِ الشَّجَرَةِ فَعِظَمُ قُوَّةِ الشَّجَرَةِ مِنْ قَلْبِ الشَّجَرَةِ فَمَنِ اخْتَصَّ مِنَ الْعِبَادِ فَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ حُبِّهِ حَتَّى هَاجَ مَا فِي قَلْبِهِ يَسْمُو إِلَى الَّذِي عِنْدَ رَبِّهِ فَلَا يَزَالُ قَلْبُهُ فِي السَّيْرِ وَحُبُّ اللَّهِ فِي مَزِيدٍ وَهَيَّجَ الْعَبْدَ فِي مَزِيدٍ حَتَّى يَصِيرَ الْعَبْدُ هَائِمًا بِهِ فَكَمَا كَانَ هَذَا فِي الْأَصْلِ يُسِرُّ فَحَقِيقٌ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يُسِرَّ ذَلِكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ وَلَا يُبْدِيهِ
[ ص: 108 ] حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ مَصُونًا فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَيَجْتَهِدُ أَلَا يَشْتَهِرَ فَيُنْسَبُ إِلَى ذَلِكَ فَيُقْتَضَى غَدًا صِدْقَ ذَلِكَ وَحَقَائِقَهُ .وَوَفَارَتَهُ فَيَسْتَحِي مِنْ ذَلِكَ
أَلَا تَرَى إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ذَكَرُوا مِنَّةَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالْإِسْلَامِ طَابَتْ نُفُوسُهُمْ فَقَالُوا إِنَّا لِنُحِبُّ رَبَّنَا فَلَوْ عَلِمْنَا مَاذَا يُحِبُّ لَأَتَيْنَا مَحْبُوبَهُ فَابْتُلُوا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهَ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
وَامْتَحَنَ دَعْوَتَهُمْ لِمَحَبَّتِهِمْ إِيَّاهُ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ
فَاقْتَضَاهُمْ قِتَالًا بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الثَّبَاتِ لِيُبْرِزَ حَقَائِقَ حُبِّهِمْ فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الْقِتَالِ فَمِنْهُمْ مَنْ وَفَّى بِذَلِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَفِ بِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [ ص: 109 ] وَرُوِيَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّهُ قَالَ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ اغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ضَحِكُ الرَّبُّ مِنْ قَوْلِ الْعَبْدِ