[ ص: 214 ] 460
ثم دخلت سنة ستين وأربعمائة .
ذكر عدة حوادث .
في هذه السنة شرف الدولة بن قريش وبين بني كلاب بالرحبة ، وهم في طاعة كانت حرب بين العلوي المصري ، فكسرهم شريف الدولة ، وأخذ أسلابهم ، وأرسل أعلاما كانت معهم ، عليها سمات المصري ، إلى بغداذ ، وكسرت ، وطيف بها في البلد ، وأرسلت الخلع إلى شرف الدولة .
وفيها ، في جمادى الأولى ، كانت بفلسطين ومصر زلزلة شديدة خربت الرملة ، وطلع الماء من رءوس الآبار ، وهلك من أهلها خمسة وعشرون ألف نسمة ، وانشقت الصخرة بالبيت المقدس ، وعادت بإذن الله تعالى ، وعاد البحر من الساحل مسيرة يوم ، فنزل الناس إلى أرضه يلتقطون منه ، فرجع الماء عليهم فأهلك منهم خلقا كثيرا .
وفيها ، في رجب ، ورد أبو العباس الخوافي بغداذ عميدا من جهة السلطان .
وفيها عزل فخر الدولة بن جهير من وزارة الخليفة ، فخرج من بغداذ إلى [ ص: 215 ] نور الدولة دبيس بن مزيد بالفلوجة ، وأرسل الخليفة إلى أبي يعلى والد الوزير أبي شجاع يستحضره ليوليه الوزارة ، وكان يكتب لهزارسب بن بنكير ، فسار ، فأدركه أجله في الطريق فمات ، ثم شفع نور الدولة في فخر الدولة بن جهير ، فأعيد إلى الوزارة سنة إحدى وستين وأربعمائة في صفر .
وفيها كان بمصر غلاء شديد ، وانقضت سنة إحدى وستين وأربعمائة . وفيها حاصر مدينة الناصر بن علناس الأربس بإفريقية ففتحها وأمن أهلها .
[ الوفيات ]
وفيها ، في المحرم ، توفي الشيخ أبو منصور بن عبد الملك بن يوسف ، ورثاه ابن الفضل وغيره من الشعراء ، وعم مصابه المسلمين ، وكان من أعيان الزمان ، فمن أفعاله أنه تسلم المارستان العضدي ، وكان قد دثر واستولى عليه الخراب ، فجد في عمارته ، وجعل فيه ثمانية وعشرين طبيبا ، وثلاثة من الخزان ، إلى غير ذلك ، واشترى له الأملاك النفيسة ، بعد أن كان ليس به طبيب ولا دواء ، وكان كثير المعروف والصلات والخير ، ولم يكن يلقب في زمانه أحد بالشيخ الأجل سواه .
وفي المحرم أيضا توفي ، فقيه أبو جعفر الطوسي الإمامية ، بمشهد أمير المؤمنين ( ) علي بن أبي طالب ، عليه السلام .