الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23541 10253 - (24061) - (6\34) عن عائشة قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة، فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج رسول صلى الله عليه وسلم معتمدا على العباس، وعلى رجل آخر، ورجلاه تخطان في الأرض، وقال عبيد الله: فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل؟ هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب له نفسا، قال الزهري: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: " مر الناس فليصلوا" فلقي عمر بن الخطاب فقال: يا عمر، صل بالناس، فصلى بهم، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فعرفه، وكان جهير الصوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أليس هذا صوت عمر؟" قالوا: بلى، قال: " يأبى الله جل وعز ذلك والمؤمنون، مروا أبا بكر فليصل بالناس" قال عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة إنه لما دخل بيت عائشة قال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس " قالت عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل رقيق لا يملك دمعه، وإنه إذا قرأ القرآن بكى، قالت : "وما قلت ذلك إلا كراهية، أن يتشاءم الناس بأبي بكر أن يكون أول من قام مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس" فراجعته، فقال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس، إنكن صواحب يوسف".

التالي السابق


* قوله: "أن يمرض": - على بناء المفعول - من التمريض؛ أي: في أن [ ص: 147 ] يخدم في المرض، يريد استرضاءهن بترك القسم في أيام المرض، ولا يلزم منه وجوب القسم عليه.

* "فأذن": - بتشديد النون - من الإذن لجمع الإناث.

* "تخطان": من كثرة الضعف.

* "لا تطيب له": أي: لعلي؛ باشتهار فضله وخيره، وذلك لما جرى بينهما.

* "يأبى الله": إمامة عمر مع وجود أبي بكر.

* "أن يتأثم": الظاهر أنه مقلوب أن يتشاءم.

* "صواحب يوسف": في كثرة المراجعة والإلحاح، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية