الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( الرابع : ما أهل لغير الله به ) وهذا هو الذي حرم لسبب ديني محض ، لا لأجل الصحة والنظافة كالثلاثة الماضية ، والمراد به ما ذبح أو نحر على ذكر غير الله - تعالى - من المخلوقات التي يعظمها الناس تعظيما دينيا ، ويتقربون إليها بالذبائح .

                          والإهلال : رفع الصوت ; يقال أهل فلان بالحج : إذا رفع صوته بالتلبية له ، ومنه استهل الصبي : إذا صرخ عند الولادة ، وكانوا يذبحون لأصنامهم ، فيرفعون صوتهم بقولهم : باسم اللات أو باسم العزى ، وحكمة تحريم أكل هذا أنه من عبادة غير الله تعالى ، فالأكل منه مشاركة لأهله فيه ومشايعة لهم عليه ، وهو مما يجب إنكاره لا إقراره ، ورفع الصوت ليس هو علة التحريم ولا شرطا له ، بل هو لبيان الواقع ، وإنما سبب التحريم ما ذكرناه من كونه من عبادة غير الله تعالى ، ويدخل فيما أهل به لغير الله ما ذكر عند ذبحه اسم نبي من الأنبياء ، أو ولي من الأولياء ، كما يفعل بعض أهل الكتاب وجهلة المسلمين الذين اتبعوا سنن من قبلهم شبرا بشبر وذراعا بذراع .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية