25241 10776 - (25769) - (6\210 - 211) عن حدثنا محمد بن عمرو، أبو سلمة، ويحيى، قالا: جاءت خديجة، امرأة خولة بنت حكيم قالت: يا رسول الله ألا تزوج؟ عثمان بن مظعون، قال: " من؟ " قالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا؟ قال: " فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك لما هلكت قال: " ومن الثيب؟ " قالت: عائشة بنت أبي بكر، [ ص: 367 ] آمنت بك، واتبعتك على ما تقول "، قال: " فاذهبي فاذكريهما علي "، فدخلت بيت سودة بنت زمعة، فقالت: يا أبي بكر، أم رومان ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه قالت: انتظري عائشة، حتى يأتي، فجاء أبا بكر فقالت: يا أبو بكر، ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه أبا بكر قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، قال: " ارجعي إليه فقولي له: " أنا أخوك، وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي "، فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري وخرج، قالت عائشة، أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعدا قط، فأخلفه فدخل لأبي بكر، على أبو بكر مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى، فقالت يا لعلك مصبئ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه، إن تزوج إليك، قال ابن أبي قحافة أبو بكر للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول، قال: إنها تقول ذلك، فخرج من عنده، وقد أذهب الله عز وجل ما كان في نفسه من عدته التي وعده فرجع، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعته فزوجها إياه يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت فدخلت على وعائشة فقالت: ماذا أدخل الله عز وجل عليك من الخير والبركة؟ قالت: ما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه، قالت: وددت ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له، وكان شيخا كبيرا، قد أدركته السن، قد تخلف عن الحج، فدخلت عليه، فحيته بتحية الجاهلية، فقال: من هذه؟ فقالت: سودة بنت زمعة، قال: فما شأنك؟ قالت: أرسلني خولة بنت حكيم، محمد بن عبد الله أخطب عليه قال: كفء كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك، قال: ادعها لي فدعتها، فقال : أي بنية إن هذه تزعم أن سودة، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم، [ ص: 368 ] أتحبين أن أزوجك به، قالت: نعم، قال : ادعيه لي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي على رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت سودة بنت زمعة، فقدمنا عائشة: المدينة فنزلنا في بني الحارث من الخزرج في السنح، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار، ونساء فجاءت بي أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة، ولي جميمة ففرقتها، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب، وإني لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم دخلت بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء، فخرجوا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، ما نحرت علي جزور، ولا ذبحت علي شاة، حتى أرسل إلينا بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين". سعد بن عبادة