الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6549 ) مسألة : قال : ( والأخت من الأب أحق من الأخت من الأم ، وأحق من الخالة ) وجملته أنه إذا عدم من يستحق الحضانة ، من الآباء والأمهات وإن علوا ، انتقلت إلى الأخوات ، وقدمن على سائر القرابات ، كالخالات والعمات وغيرهن ; لأنهن شاركن في النسب ، وقدمن في الميراث ، ولأن العمات والخالات إنما يدلين بأخوة الآباء والأمهات ولا ميراث لهن مع ذي فرض ولا عصبة ، فالمدلي إلى نفس المكفول ويرثه أقرب وأشفق ، فكان أولى وأولى الأخوات من كان لأبوين ، لقوة قرابتها ، ثم من كان لأب ، ثم من كان لأم ، نص عليه أحمد ، وهو ظاهر مذهب الشافعي وقال أبو حنيفة : الأخت من الأم أولى من الأخت من الأب وهو قول المزني ، وابن سريج لأنها أدلت بالأم ، فقدمت على المدلية بالأب ، كأم الأم مع أم الأب

                                                                                                                                            وقال ابن سريج تقدم الخالة على الأخت من الأب ; لذلك ولأبي حنيفة فيه روايتان [ ص: 196 ] ولنا ، أن الأخت من الأب أقوى في الميراث ، فقدمت ، كالأخت من الأبوين ، ولا تخفى قوتها ، فإنها أقيمت مقام الأخت من الأبوين عند عدمها ، وتكون عصبة مع البنات وتقاسم الجد ، وما ذكروه من الإدلاء لا يلزم ; لأن الأخت تدلي بنفسها ; لكونهما خلقا من ماء واحد ، ولهما تعصيب ، فكانت أولى والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية