الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6924 ) مسألة ; قال : ( وفي اللسان المتكلم به الدية ) أجمع أهل العلم على وجوب الدية في لسان الناطق . وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود ، رضي الله عنهم . وبه قال أهل المدينة ، وأهل الكوفة ، وأصحاب الرأي ، وأصحاب الحديث ، وغيرهم . وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم { : وفي اللسان الدية } . ولأن فيه جمالا ومنفعة ، فأشبه الأنف ; فأما الجمال فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم { سئل عن الجمال ، فقال : في اللسان } . ويقال : جمال الرجل في لسانه ، { والمرء بأصغريه قلبه ولسانه } . ويقال ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة ، أو بهيمة مهملة .

                                                                                                                                            وأما النفع ، فإن به تبلغ الأغراض ، وتستخلص الحقوق ، وتدفع الآفات ، وتقضى به الحاجات ، وتتم العبادات ; في القراءة ، والذكر ، والشكر ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتعليم [ ص: 350 ] والدلالة على الحق المبين والصراط المستقيم ، وبه يذوق الطعام ، ويستعين في مضغه وتقليبه ، وتنقية الفم ، وتنظيفه ، فهو أعظم الأعضاء نفعا ، وأتمها جمالا ، فإيجاب الدية في غيره تنبيه على إيجابها فيه . وإنما تجب الدية في لسان الناطق ، فإن كان أخرس ، لم تجب فيه دية كاملة ، بغير خلاف ; لذهاب نفعه المقصود منه كاليد الشلاء ، والعين القائمة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية