الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

961 . وعاش حسان كذا حكيم عشرين بعد مائة تقوم      962 . ستون في الإسلام ثم حضرت
سنة أربع وخمسين خلت      963 . وفوق حسان ثلاثة ، كذا
عاشوا ، وما لغيرهم يعرف ذا      964 . قلت حويطب بن عبد العزى
مع ابن يربوع سعيد يعزى      965 . هذان مع حمنن وابن نوفل
كل إلى وصف حكيم فاجمل      966 . وفي الصحاب ستة قد عمروا
كذاك في المعمرين ذكروا

[ ص: 311 ]

التالي السابق


[ ص: 311 ] في هذه الأبيات ذكر من عاش من الصحابة مائة وعشرين سنة ، ستين في الجاهلية ، وستين في الإسلام ، قال ابن الصلاح شخصان من الصحابة عاشا في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة ، وماتا بالمدينة سنة أربع وخمسين أحدهما حكيم بن حزام ، وكان مولده في جوف الكعبة قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة.والثاني حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري ، وروى ابن إسحاق أنه وأباه - ثابتا - والمنذر ، وحراما ، عاش كل واحد منهم عشرين ومائة [ ص: 312 ] سنة ، وذكر أبو نعيم الحافظ أنه لا يعرف في العرب مثل ذلك لغيرهم -قال ابن الصلاح وقد قيل إن حسان مات سنة خمسين.قلت اقتصر ابن الصلاح في هذا الفصل على اثنين ، وقد زدت عليه أربعة اشتركوا معهما في ذلك ، فصاروا ستة مشتركين في هذا الوصف.فالأول حسان بن ثابت الأنصاري ، قال الواقدي إنه عاش مائة وعشرين ، وحكى ابن عبد البر الاتفاق عليه ، فقال لم يختلفوا أنه عاش مائة وعشرين سنة ، منها ستون في الجاهلية ، وستون في الإسلام انتهى وقد خالف ابن حبان في ذلك فقال مات وهو ابن مائة وأربع سنين ، ومات أبوه وهو ابن مائة وأربع سنين ، ومات جده وهو ابن مائة وأربع سنين ، قال وقد قيل لكل واحد منهم عشرون ومائة سنة واختلف في وفاته ، فقيل سنة أربع وخمسين ، قاله أبو عبيد القاسم بن سلام ، وبه جزم الذهبي في العبر ، وقيل سنة خمسين ، حكاه ابن عبد البر ، وقيل سنة أربعين قاله الهيثم بن عدي ، والمدائني ، وأبو موسى الزمن ، وابن قانع ، وكذا قال ابن حبان مات أيام قتل علي بن أبي طالب ، وقيل إنه مات قبل الأربعين في خلافة علي ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه.والثاني حكيم بن حزام بن خويلد ، وهو ابن أخي خديجة بنت خويلد ، أسلم في الفتح ، وعاش ستين سنة في الجاهلية ، وستين في الإسلام ، قاله البخاري حكاية عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ، وقاله أيضا مصعب بن عبد الله الزبيري ، وابن حبان ، وابن عبد البر ، واختلف في وفاته ، فقيل سنة أربع وخمسين ، قاله الواقدي ، والهيثم بن عدي ، وابن نمير ، والمدائني ، ومصعب الزبيري ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ويحيى بن بكير ، وابن قانع ، وقال ابن حبان إنه الصحيح ، وبه جزم ابن عبد البر وقيل سنة ستين ، [ ص: 313 ] قاله البخاري وقيل سنة ثمان وخمسين وقيل سنة خمسين ، وكانت وفاته بالمدينة .والثالث حويطب بن عبد العزى القرشي العامري من مسلمة الفتح ، روى الواقدي عن إبراهيم بن جعفر بن محمود عن أبيه ، قال كان حويطب قد بلغ عشرين ومائة سنة ، ستين سنة في الجاهلية ، وستين سنة في الإسلام وقال ابن حبان سنه سن حكيم بن حزام ، وعاش في الإسلام ستين سنة ، وفي الجاهلية ستين سنة وقال ابن عبد البر أدركه الإسلام وهو ابن ستين سنة ، أو نحوها وكانت وفاته سنة أربع وخمسين ، قاله الهيثم بن عدي ، وأبو موسى الزمن ، ويحيى بن بكير ، وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وابن قانع ، وابن حبان ، وغيرهم وقيل إنه مات سنة اثنتين وخمسين ، وكانت وفاته بالمدينة . والرابع سعيد بن يربوع القرشي من مسلمة الفتح ، مات بالمدينة سنة أربع وخمسين ، وله مائة وعشرون سنة ، قاله الواقدي ، وخليفة بن خياط ، وابن حبان ، وكذا قال أبو عبيد ، وابن عبد البر إنه مات سنة أربع وخمسين ، وقيل بلغ مائة وأربعا وعشرين سنة ، وبه صدر ابن عبد البر كلامه ، ومات بالمدينة ، وقيل بمكة . [ ص: 314 ] والخامس حمنن بن عوف القرشي الزهري أخو عبد الرحمن بن عوف ، وهو بفتح الحاء المهملة ، وسكون الميم وفتح النون الأولى قال الدارقطني في كتاب الإخوة والأخوات أسلم ولم يهاجر إلى المدينة ، وعاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة وكذا قال ابن عبد البر إنه عاش في الجاهلية ستين سنة ، وفي الإسلام ستين سنة ، وذكر بعض أهل التاريخ ، أنه توفي سنة أربع وخمسين.والسادس مخرمة بن نوفل القرشي الزهري ، والد المسور بن مخرمة من مسلمة الفتح ، توفي سنة أربع وخمسين ، قاله الهيثم بن عدي ، وابن نمير ، والمدائني ، وابن قانع ، وابن حبان وقد اختلف في مبلغ سنه ، فقال الواقدي يقال إنه كان له حين مات مائة وعشرون سنة ، وهكذا جزم به أبو زكريا بن منده في جزء له جمع فيه من عاش مائة وعشرين من الصحابة وجزم ابن زبر ، وابن حبان ، وابن عبد البر بأنه بلغ مائة وخمس عشرة سنة ، وكانت وفاته بالمدينة ، وقد ذكر ابن منده في الجزء المذكور جماعة آخرين من الصحابة عاشوا مائة وعشرين سنة ; لكن لم يعلم كون نصفها في الجاهلية ، ونصفها في الإسلام ; لتقدم وفاتهم على المذكورين ، أو تأخرها ، أو عدم معرفة التاريخ لموتهم ، فمنهمعاصم بن عدي بن الجد العجلاني ، [ ص: 315 ] صاحب عويمر العجلاني في قصة اللعان حكى ابن عبد البر عن عبد العزيز بن عمران ، عن أبيه ، عن جده أنه عاش مائة وعشرين سنة ، وكذا ذكر أبو زكريا بن منده ، وقال ابن عبد البر توفي سنة خمس وأربعين ، وقد بلغ قريبا من مائة وعشرين سنة ، وقال الواقدي ، وابن حبان بلغ مائة وخمس عشرة سنة.ومنهم المنتجع جد ناجية ، ذكره العسكري في الصحابة ، وقال كان له مائة وعشرون سنة ، ولا يصح حديثه ومنهم نافع أبو سليمان العبدي ، روى إسحاق بن راهويه ، عن ابنه سليمان ، قال مات أبي وله عشرون ومائة سنة ، وكذا ذكره ابن قانع .ومنهم اللجلاج العامري ، ذكر ابن سميع ، وابن حبان أيضا أنه عاش مائة وعشرين سنة ، وكذا حكاه ابن عبد البر ، عن بعض بني اللجلاج .ومنهم سعد بن جنادة العوفي الأنصاري ، وهو والد عطية العوفي ، ذكره ابن منده في الصحابة ، ولم يذكر عمره ، وذكره أبو زكريا بن منده فيمن عاش كذلك. [ ص: 316 ] ومنهم عدي بن حاتم الطائي ، توفي سنة ثمان وستين ، عن مائة وعشرين سنة ، قاله ابن سعد ، وخليفة بن خياط وقيل سنة ست وستين وقيل سنة سبع وستين ، ولم يذكره ابن منده في الجزء المذكور.




الخدمات العلمية