الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 203 ] اختلف في nindex.php?page=treesubj&link=21527حد الحديث المرسل . فالمشهور: أنه ما رفعه التابعي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، سواء كان من كبار التابعين ، كعبيد الله بن عدي بن الخيار nindex.php?page=showalam&ids=16834وقيس بن أبي حازم ، nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب ، وأمثالهم. أو من صغار التابعين ، كالزهري nindex.php?page=showalam&ids=11974وأبي حازم ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري ، وأشباههم .
والقول الثاني: أنه ما رفعه التابعي الكبير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا معنى قوله أو قيده بالكبير ، أي بالكبير من التابعين ، فهذه الصورة لا خلاف فيها ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح . أما مراسيل صغار التابعين ، فإنها لا تسمى مرسلة على هذا القول ، بل هي [ ص: 204 ] منقطعة هكذا حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن قوم من أهل الحديث; لأن أكثر رواياتهم عن التابعين ولم يلقوا من الصحابة إلا الواحد والاثنين. قلت: هكذا مثل nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح صغار التابعين nindex.php?page=showalam&ids=12300بالزهري ومن ذكر ، وذكر في التعليل أنهم لم يلقوا من الصحابة إلا الواحد والاثنين ، وليس ذلك بصحيح بالنسبة إلى nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، فقد لقي من الصحابة اثني عشر فأكثر ، وهم nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد ، nindex.php?page=showalam&ids=2884وربيعة بن عباد ، وعبد الله بن جعفر ، nindex.php?page=showalam&ids=256والسائب بن يزيد ، وسنين أبو جميلة ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، nindex.php?page=showalam&ids=11871وأبو الطفيل ، nindex.php?page=showalam&ids=7820ومحمود بن الربيع ، nindex.php?page=showalam&ids=83والمسور بن مخرمة ، وعبد الرحمن بن أزهر ولم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر ، بل رآه رؤية وقيل إنه سمع من nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، وقد سمع من nindex.php?page=showalam&ids=17053محمود بن لبيد ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، وثعلبة بن مالك القرظي . وهم مختلف في صحبتهم وأنكر nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ويحيى سماعه من nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وأثبته nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني .
[ ص: 205 ] القول الثالث: إنه ما سقط راو من إسناده ، فأكثر ، من أي موضع كان ، فعلى هذا المرسل والمنقطع واحد. قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : والمعروف في الفقه وأصوله أن ذلك يسمى مرسلا وبه قطع nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب إلا أن أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقطع nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وغيره من أهل الحديث أن الإرسال مخصوص بالتابعين وسيجيء في فصل التدليس أن nindex.php?page=showalam&ids=17293ابن القطان قال: إن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه.
فعلى هذا من روى عمن سمع منه ما لم يسمعه منه ، بل بينه وبينه فيه واسطة ، ليس بإرسال ، بل هو تدليس ، وعلى هذا فيكون هذا قولا رابعا في حد المرسل.