الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

922. والتوزي محمد بن الصلت وفي الجريري ضم جيم يأتي      923. في اثنين: عباس سعيد وبحا
يحيى بن بشر بن الحريري فتحا

التالي السابق


ومن ذلك: التوزي، والثوري .

فالأول: بفتح التاء المثناة من فوق، والواو المشددة المفتوحة، والزاي، وهو أبو يعلى محمد بن الصلت التوزي، أصله من توز من بلاد فارس . ويقال: توج -بالجيم- سكن البصرة، روى عنه البخاري في كتاب الردة حديث العرنيين. وليس فيها التوزي غيره [ ص: 252 ] .

والثاني: بفتح المثلثة، وسكون الواو، بعدها راء مهملة، وهو من عدا محمد بن الصلت المذكور، منهم: أبو يعلى الثوري . قال صاحب المشارق وهو يلتبس بالمذكور أولا. يريد من حيث اتفاق كنيتهما أيضا. واسم أبي يعلى هذا: منذر بن يعلى، حديثه في الصحيحين.

ومن ذلك: الجريري، والحريري .

فالأول: بضم الجيم، وفتح الراء، وسكون الياء المثناة من تحت بعدها راء أيضا، نسبة إلى جرير مصغرا. وهو جرير بن عباد - بضم العين، وتخفيف الباء الموحدة-. وهو عباس بن فروخ الجريري، حديثه في الصحيحين. وسعيد بن إياس الجريري، حديثه في الصحيحين أيضا. وكذا إذا ورد في الصحيحين الجريري غير مسمى، عن أبي نضرة، فالمراد به: سعيد . هكذا اقتصر ابن الصلاح، تبعا لصاحب المشارق على الجريري غير مسمى، عن أبي نضرة، وقد ورد في الصحيح غير مسمى في غير روايته، عن أبي نضرة في غير ما موضع، منها: في مسلم في الكسوف، عن الجريري، عن حيان بن عمير، وغير ذلك.

هكذا اقتصر أيضا تبعا لصاحب المشارق على ما فيها من الجريري بضم الجيم. وزاد الجياني في التقييد حيان بن عمير الجريري، له عند مسلم حديث واحد في الكسوف. وأبان بن تغلب الجريري، مولاهم، روى له مسلم أيضا وحده، قلت: ولم أستدرك هذين الاسمين على ابن الصلاح ; لأنهما وإن كانا في كتاب مسلم، فهما باسميهما غير منسوبين [ ص: 253 ] .

والثاني: الحريري -بفتح الحاء المهملة وكسر الراء- وهو يحيى بن بشر الحريري، روى له مسلم في صحيحه. وقول ابن الصلاح : إنه شيخ البخاري ومسلم، تبع في ذلك صاحب المشارق، وتبع صاحب المشارق صاحب تقييد المهمل، وسبقهم إلى ذلك الحاكم أبو عبد الله، فذكر يحيى بن بشر الحريري فيمن اتفق على إخراجه البخاري ومسلم، وكذلك ذكره الكلاباذي فيمن أخرج له البخاري في صحيحه .

ولم يصنعوا كلهم شيئا، ولم يخرج له البخاري، وإنما أخرج ليحيى بن بشر البلخي، فجعلهما الجياني والكلاباذي واحدا، وهو وهم منهما. وممن تبعهما، وهما رجلان مختلفا البلدة والوفاة، وممن فرق بينهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، والخطيب في المتفق والمفترق، وبه جزم الحافظ أبو الحجاج المزي في التهذيب، وقد أوضحت ذلك فيما جمعته على كتاب ابن الصلاح . وقد اقتصر ابن الصلاح في هذه الترجمة على الجريري والحريري، وزاد الجياني في كتاب تقييد المهمل الجريري -بفتح الجيم- وكسر الراء، وهو يحيى بن أيوب الجريري من ولد جرير بن عبد الله البجلي . وقال: ذكره البخاري مستشهدا به في أول كتاب الأدب، وكذا ذكره صاحب المشارق، فقال: وفي البخاري يحيى بن أيوب الجريري -بفتح الجيم- في [ ص: 254 ] أول كتاب الأدب، قلت: ولم أستدركه على ابن الصلاح ; لأن البخاري لم يذكر نسبته، إنما ذكره باسمه، واسم أبيه فقط، فليس في البخاري إذا هذا اللفظ.




الخدمات العلمية